وجاء فى مقدمة الكتاب “إن تاريخ الرهاوى، واحد من أهم كتب التراث المسيحى العربي والسرياني، ذلك التراث الذى أغفله معظم الدارسين والباحثين، فلم تُسَلَّط عليه الأضواء ولم يُنظر إلى مؤلفات هذا التراث التاريخية خاصة – بعين الاعتبار مع أنها تعد من المصادر المهمة التي لا يمكن الاستغناء عنها في دراسة تاريخنا الإسلامي والمسيحي في مصر وبلاد الشام بل وفي غيرها أيضا، خاصة دراسة الأحوال الاجتماعية والسياسية والثقافية للمسيحيين في ظل حكم الدولتين البيزنطية والإسلامية، والحملات الصليبية والغزو المغولي للبلاد الإسلامية، وغيرها من الموضوعات المهمة في تاريخنا الإسلامي والمسيحي؛ فكان لابد من نفض الغبار عن هؤلاء المؤرخين المسيحيين وتسليط الأضواء على إسهاماتهم التاريخية ودراستها دراسة موضوعية تكشف ما بها من صدق أو زيف”.
وأضاف الكتاب “إن المصادر التاريخية المسيحية وإن كانت تميل معظم الأحيان إلى أن تخص أخبار الكنيسة والمجتمع المسيحي بأعظم قسط من عنايتها، فإنها تُعَدُّ دائما مصادر عظيمة القيمة لتواريخ العصور التي عنيت بها، وتمتاز هذه المصادر بميزة خاصة، هي أنها تعنى عناية فائقة بتاريخ الدولة البيزنطية، وتفيض في تتبع أخبارها و علائقها بالأمم الإسلامية إفاضة دقيقة ممتعة، وهذه ناحية لم تخصها الرواية الإسلامية دائما بما يجب من عناية، بل تعتمد غالبًا في تناولها على هذه الروايات المسيحية، ومثال ذلك أن المسعودي وابن خلدون يعتمدان على المنبجي في معظم ما كتباه عن أخبار الدولة الرومانية والدولة الشرقية (البيزنطية)”.
المصدر : اليوم السابع