منظمة اليونسكو، قالت فى تغريدة عبر حسابها على منصة “تويتر”: لقد تركت المئذنة الحدباء بصمتها في التاريخ على مدار 845 عاما أمضتها شامخة في سماء الموصل، فباتت رمزاً للمدينة والعراق.
وأشارت اليونسكو إلى أن 94% من أهالي الموصل أعربوا عن رغبتهم في رؤية مئذنتهم كسابق عهدها، مضيفة: “سنُحقق هذه الأمنية من أجل إحياء روح الموصل، بالشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة”.
المعروف أن المئذنة الحدباء تنتمى إلى جامع النوري الكبير في الموصل، وقد تم نفسها خلال مواجهة القوات العراقية وتقدمها فى آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابى، وقد كانت هذه المئذنة شاهدة على بداية ظهور ذلك التنظيم الإرهابى ونهايته أيضا، ففى هذا المسجد أعلن أبو بكر البغدادي قيام ما يسمى بدولة الخلافة في الرابع من يوليو لعام 2014.
تاريخيا سمى المسجد الذى تم بناؤه بين عامى 1172 و1173 باسم نور الدين الزنكي، الذي كان من الأعيان وخاض معارك في الحملات الصليبية الأولى من إقطاعية تغطي مساحات من الأرض فيما أصبح الآن تركيا وسوريا والعراق.
وعندما قام الرحالة الشهير ابن بطوطة بزيارة المدينة بعد ذلك بنحو قرنين من الزمان كانت المئذنة التي يبلغ ارتفاعها 45 مترا قد بدأت تميل، فاشتهرت المئذنة باسم الحدباء بسبب ميلها.
ويشار إلى أن المئذنة بنيت بسبعة خطوط من الطابوق “الطوب” المزخرف بأشكال هندسية معقدة تصعد نحو القمة بتصاميم كان لها وجود أيضا في بلاد فارس وآسيا الوسطى.
وتهدف مبادرة “إحياء روح الموصل” إلى إنعاش إحدى المدن العراقية العريقة، ولا ينحصر إحياء الموصل فى إعادة بناء المواقع التراثية وحسب، بل يتعداه إلى تمكين السكان بوصفهم أطرافاً فاعلة فى التغيير، تشارك فى عملية إعادة أعمار المدينة من خلال الثقافة والتعليم.
وأوضحت مديرة اليونسكو أن مبادرة “إحياء روح الموصل” ولدت من رحم رسالة قوية موجهة إلى العراق وإلى العالم أجمع، ومفعمة بالأمل والصمود، رسالةٌ مفادها أن المجتمع الشامل للجميع والمتلاحم والمنصف هو المستقبل الذي يستحقه العراقيون.
يشار إلى أن مدينة الموصل هى إحدى أقدم المدن فى العالم، وكانت لآلاف السنين نقطة عبور استراتيجية وجسراً يصل الشمال بالجنوب والشرق بالغرب، ونظراً إلى موقعها الاستراتيجى، أصبحت الموصل مقراً لعدد كبير من الأشخاص المنحدرين من خلفيات وأديان ومعتقدات دينية متنوعة، غير أن هذا الموقع الفريد جعلها هدفاً لتنظيم “داعش”، حيث سيطر التنظيم عليها وجعل منها مقراً لخلافته.
وأمضت الموصل ثلاثة أعوام عصيبة (2014-2017) تحت نير التنظيم، قبل أن تتحرر من قيود التطرف العنيف. ودارت خلال هذه السنوات الثلاث عدة معارك خلفت وراءها مدينة مدمرة، حيث تحوّلت مواقعها التراثية إلى ركام من الأنقاض، وتعرّضت معالمها الدينية وآثارها الثقافية إلى التخريب، وتشرّد الآلاف من سكانها محمّلين بآثار الحروب ومحتاجين إلى العديد من المساعدات الإنسانية.
المصدر : اليوم السابع