ولد درويش في أسرة بسيطة، كان وهو والده رجلٌ بسيط عمل بالفِلاحة فقط، وأمّه من قرية “الدّامون”، والتي كانت لا تعرف القراءة ولا الكتابة؛ إلا أن والدها كان عُمدة قرية الدّامون، وقد كان الابن الأكبر للعائلة اسمه “أحمد” الذي تأثر به درويش في بداياته الأدبية لأنه كان يعنى بالأدب ويبدي اهتمامه به، بالإضافة إلى أن أخاه زكي كان كاتبًا في المجال القصصي.
بدأ كتابة الشعر في المرحلة الابتدائية، لكن ربما بزوغ نجمه كشاعر لم يظهر إلا مع صدور أول دواوينه هو ديوان “عصافير بلا أجنحة” وهو الديوان الأول لمحمود درويش، تمّ نشرُه عام 1960م، وهو لم يتجاوز حين ذاك العشرين عامًا.
وكان محمود درويش متفوقا في دراسته، وكانت بوادر اهتمامه في الأدب العربي واضحة في تلك الفترة؛ فكان يكثر من المطالعة في الأدب، ويحاول كتابة الشعر، وكذلك اهتم بالرسم حيث كان يمتلك موهبة فنية في صغره، لكنه كان يجد معبرا أكثر من الرسم، وهو ما جعله ينخرط أكثر في كتابة الشعر، من خلال سرده عواطف الطفولة ومشاعرها، بالإضافة إلى محاولاته في الكتابة عن أمور أكبر من طاقته كطفل، كما ذكر درويش في إحدى أحاديثه أن بعض معلميه في الطفولة كان لهم دورا بارزا في تشجيعه على الكتابة، ولذلك بقي مديناً لهم بالعرفان والجميل حتّى آخر عمره، خاصّة أولئك الذي ساعدوه في بدايته الشعرية، وكان قد ذكر منهم معلّمه “نمر مرقس” كأحد الذي قدّموا له العون في مرحلته تلك.
وكان الناقد الكبير رجاء النقاش من أوائل من قدموا شاعر الأرض المحتلة في بدايته، وعرفه إلى الجمهور والأوساط الثقافية المصرية، ويقول النقاش فى مقدمة كتابه “محمود درويش: شاعر الأرض المحتلة”: “كان لقائى الأول مع أدب المقاومة فى أرض فلسطين المحتلة فى أواخر 1966 أثناء زيارتى للجزائر، وفى الطائرة وقعت يدى على جريدة جزائرية قرأت قصيدة بتوقيع محمود درويش، وقرأت القصيدة وهزنى ما فيها من صدق وبساطة وجمال فنى”.
المصدر : اليوم السابع