الطوابع عالم خاص، وعلى الرغم من مساحتها الصغيرة إلا أن الطوابع تختزل الكثير من القصص والصور والحوادث وسير الشخصيات الشهيرة من ملوك وحكام وقادة ورياضيين وفنانيين وعلماء وغيرهم، وتزداد قيمة الطابع كلما تقدم عمره عبر التاريخ، أو كان مرتبطاً بذاكرة شعبية عالمية معينة.
ولارتباط الطوابع بالتاريخ، وبالتالى بتراث الشعوب، كان لابد أن يكون لها نصيب فى فعاليات أيام الشارقة التراثية التى تواصل إمتاع جمهورها بجماليات واسرار التراث المحلى والعالمى حتى 21 من مارس الحالي، واختارت لهذا المعرض اسم (طوابع وأحداث) لتلقى على مسامع الزائرين قصة كل طابع، وظروف إصداره، والمرحلة الزمنية التى يمثلها، والموضوع التراثى الذى يصوره.
الدكتور معتز محمد عثمان حسين الأمين العام للجنة العربية للتراث العالمي، حدثنا بداية عن مضمون الطوابع التى صدرت فى الإمارات، مبيناً أنها صورت بوضوح ظروف الحياة الاجتماعية، ووارخت للكثير من قضايا المجتمع، وكانت قريبة من شؤونه، وما زاوله من مهن، وحرف، إضافة إلى تصويرها الحى للعادات التراثية المتبعة فى الأفراح والمناسبات، ناهيك عن التعريف بالآثار الوطنية، والشخصيات الخالدة.
ومن أنواع الطوابع المعروضة ما يصور آثار الدول العربية كمصر، وأخرى عن صور عالمية، أو تراث عالمي، كما ضم المتحف حاملات ورق من الفضة الخالصة مخصصة لضباط سلاح الجو البريطانى بواسطة قائد السرب اتش بى هارفى تعود للعام 1961، وضمت المجموعة كذلك مقص فض الأظرف البريدية لمطار محطة الشارقة، وصور قديمة تعود لطائرة استعملت لنقل البريد (امبيريال) مع مجسم لها، ولم تخل المعروضات من الاختام البريدية المستعملة فى بريد الشارقة قديماً باحجامها المدورة المختلفة والوانها العديدة (الأسود، الأزرق، الأخضر، البرتقالي، الوردي).
ومن بين المواد المعروضة فى معرض (طوابع وأحداث) موضوع مثير عن الطوابع منشور فى عدد قديم من مجلة الشروق الإماراتية يعود الى عام 1970 يتكلم فيه سالم على المحمود اول مدير مكتب بريد مواطن عن تطور حركة البريد بين 1968-1970 قائلاً:
“بلغ معدل الرسائل الواردة خلال عام 1968 حوالى 375 ألف رسالة كما وصل المعدل خلال عام 1969 الى نصف مليون، وفى مجال صناديق البريد الخاصة فلقد تطورت من 250مشترك فى 1965 الى 1000 مشترك فى عام 1969، وقد بنى فى هذا العام 1970 ملحق للمبنى الموجود وتوسعت فى صناديق البريد الى أكثر من 3 الاف صندوق”.
ويمضى الدكتور معتز محمد عثمان فى حديثه الشيق عن أول الطوابع المتداولة فى الدولة، مؤكداً أنها كانت 3 فقط، وهى الوحيدة المستخدمة فى دولة الامارات عام 1932، وعن أخرى تؤرخ لافتتاح أول مكتب بريد غير نظامى فى الدولة فى 19 أغسطس العام 1909 فى دبي، وأول ظرف بريدى فى الدولة صدر من طريق مطار المحطة، وأول مدير مكتب بريد مواطن هو سالم بن على محمود، وأول ظرف بريدى يعود لأيام الشيخ صكر بن سلطان القاسمى رحمه الله، ومن نوادر طوابع الشارقة على البطاقات البريدية مجموعة تعود الى الشيخ صقر بن سلطان القاسمى مؤرخة فى الستينات، ونموذج لاوتوغراف نادر للرئيس المصرى الراحل جمال عبد الناصر، وغيرها.
الطوابع
جانب من الطوابع
طوابع
المصدر : اليوم السابع