وهذا جانب من الحوار عن القصة القصيرة والرواية:
بورخيس: القصة القصيرة بمثابة حلم مقتضب، أو هذيان قصير الأمد.
ساباتو: الرواية، في المقابل، أشبه ما تكون بقارة يتعين فيها اجتياز مستنقعات أو أهوار واسعة، أو قطع طرقات طويلة وسط الغبار والطين، للوصول في نهاية المطاف إلى مكان رائع.
بورخيس: ولهذا يجب أن يشعر الكاتب بالرضى عندما يختتم روايته، وفي المقابل، لا يعرف كاتب القصة حين ينتهي من كتابة قصته، ما إذا كانت تستحق أن يكتبها.
ساباتو: ولكن يا بورخيس، شيء من هذا القبيل يحدث في الرواية، أو أسوأ منه: تخيل ما يحدث إذا شعر الكاتب، بعد أن كتب خمسمئة صفحة، أن هذا ليس ما كان يريد قوله…
يقول الكاتب أورلندو باروني عن لقاء الكاتبين:
“أعتقد أنهما تصافحا، وعانق أحدهما الآخر، اعتدت أن أتخيل أكثر مما أرى. لا بد أن يكونا قد تبادلا بعض تلك العبارات الشائعة عادة مثل: مرحباً يا بورخيس، كيف حالك يا ساباتو.
واجبي كشاهد، هو أن أسجل الكلماتِ بدقة ولكن، أى امرئ (أي كاتب وأي فنان) يمكن أن يكون قد حلم دائماً بمثل تلك اللحظة، ومن الأجدر أن تكون المشاركة بالمشاعر، لا بالكلمات.
أعلم أنهما قادمان ببطءٍ من رواق البيت، يتأبَّط أحدهما ذراع الآخر. العكاز يتأرجح في يد بورخيس. رأيت ظلين وخلفهما رجلين، وتراءى لي في الظلين والرجلين، الحب والموت، الصراع والفن، أعني: الحياة أمام عيني”.
المصدر : اليوم السابع