لما تقول أحمد كالأسد، ده مش معناه إن أحمد أسد، بس ده معناه إن أحمد والأسد بيتشابهوا فى صفة الشجاعة، بس.. وبس دى مهمة قوى، لكل واحد فيهم أسلوبه للتعبير عن الشجاعة، الأسد لو حد ضايقه هيقوم ياكله، بس أحمد لو حد ضايقه هيرفع عليه قضية، واللى عمله أستاذ نجيب محفوظ فى رواية أولاد حارتنا، بنعمله كل يوم، وفى الآخر بنقول ولله المثل الأعلى، وفكرة وضع أشخاص فى ظروف غير طبيعية شبه الظروف اللى وضع فيها الأنبياء والرسل، نجيب محفوظ عملها بشكل ممتع وجميل، تانى حاجة خلت للرواية وجه سياسى ووجه إنسانى، واستنتاج شخصى ما أظنش إن آفة حارتنا هى النسيان، متهيأ لى الضعف هو اللى بيخلى الناس تخاف وتتناسى، أما بخصوص رمزية العلم ففيها كتير من الغرور، وفيها دلالة على عظمة دور العلم، وقدرته المادية على نشر الخير أو الشر بدرجة أكبر بكتير من الأنبياء ومن الشيطان، ومفيهاش دليل على إن العلم هو الدين الجديد، أو على إن هو اللى قتل الدين، آخر حاجة إن اتباعك للتيار من غير قرايتك للرواية ومحاولة فهمها، هو سبب من أسباب أن أستاذ نجيب محفوظ يتعرض لمحاولة اغتيال من واحد عمره ما قرا له حاجة، «أولاد حارتنا» واحدة من أمتع الروايات فى تاريخ الوطن العربى، ويمكن أعظمها، وتقريباً أجرأها.
محمود البسيونى
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. “الوطن” تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي [email protected]