أكدت تقارير صحفية غربية مختلفة، تراجع أسعار القمح، أمس، بعد أن توصلت روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وهو الاتفاق الذي وقع أمس في مدينة إسطنبول التركية، بحضور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتراجعت أسعار القمح العالمية تحديدا بنسبة 6% بعد الإعلان عن صفقة بين أوكرانيا وروسيا، مما أدى إلى انخفاض أسعار الحبوب الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.
اتفاق استئناف صادرات الحبوب بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة
والتقى ممثلو أوكرانيا وروسيا وتركيا، في اسطنبول، أمس الجمعة؛ لتوقيع اتفاق من شأنه أن يفرج عن صادرات الحبوب من الموانئ المطلة على البحر الأسود، الاتفاق الذي وقعه أيضًا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش.
وأدى الإعلان عن الصفقة في وقت سابق أمس، إلى انخفاض أسعار الحبوب، مما خلف حالة من الراحة لدى المستهلكين في جميع أنحاء العالم.
وعند اندلاع الحرب، كان هناك خوف واسع النطاق من أن الصراع يمكن أن يخنق صادرات القمح الأساسية مع عواقب وخيمة على المناطق التابعة.
روسيا وأوكرانيا مصدرين رئيسيين للحبوب في العالم
وتعتبر كل من روسيا وأوكرانيا مصدرين رئيسيين للحبوب، وفي عام 2020، احتلت روسيا المرتبة الأولى كمصدر للقمح في العالم بقيمة 10.1 مليار دولار من صادرات المحصول سنويًا.
وتحتل أوكرانيا لأصغر بكثير من روسيا المرتبة الخامسة لصادرات القمح بقيمة 4.61 مليار دولار سنويًا، كما تحتل أوكرانيا أيضًا المرتبة الأولى بين مصدري الذرة والشعير.
ومع تعطل خط الإمداد وخنق الشحن الذي أعقب العملية العسكرية الروسية، أعرب عديد من الخبراء عن قلقهم من أن الحرب قد تؤدي إلى تضييق إمدادات الحبوب العالمية، مع عواقب وخيمة بشكل خاص على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تعتمد بشكل كبير على صادرات الحبوب من البلدين المتحاربين. الدول في أوروبا الشرقية.
الأزمة الروسية الأوكرانية تظهر مخاوف من أزمة غذاء عالمية
وفي الأسبوعين التاليين لبدء العملية العسكرية الروسية، ارتفعت العقود الآجلة للقمح بنسبة 70 في المائة لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 12.94 دولار للبوشل، مما أثار مخاوف من ندرة الغذاء في جميع أنحاء العالم.
والآن، يبدو أن الأزمة قد تم تجنبها، حيث عادت عقود القمح الآجلة إلى مستوياتها الطبيعية قبل الحرب، ففي مجلس شيكاغو للتجارة، انخفضت العقود الآجلة للقمح إلى 7.54 دولار للبوشل، وهو أدنى مستوى منذ 4 فبراير.
بشرة خير لمستهلكي القمح في العالم
والأسعار المنخفضة للقمح تبشر بالخير للمستهلكين الذين يضطرون بالفعل إلى التعامل مع التضخم شبه العالمي، مما يوفر بعض الراحة في المواد الغذائية الأساسية مثل الخبز ومنتجات الحبوب الأخرى.
وقد يشير نجاح مثل هذه الصفقة إلى تحول في طبيعة الحرب الروسية الأوكرانية، حيث يدرك كلا الفصيلين أن الطبيعة الحالية للصراع لا يمكن أن تستمر طويلا.