فى 25 أبريل 2016، أعلنت المملكة العربية السعودية رسمياً عن «رؤية المملكة 2030»، وفى 7 يونيو من العام نفسه، وافق مجلس الوزراء السعودى على الرؤية، التى تزامنت مع تسليم 80 مشروعاً حكومياً عملاقاً عبّرت عن سياسة «التحرر من النفط» التى تبنتها المملكة.
الرؤية السعودية الجديدة تزامنت مع تهديدات إرهابية تعرضت لها المملكة، حيث سبقها بأشهر قليلة، وتحديداً فى الأول من ديسمبر 2015، بيان صادر عن تنظيم القاعدة الإرهابى، يتوعد ويحذر فيه الحكومة السعودية بشن هجمات فى أراضيها فى حالة تنفيذ أحكام الإعدام بحق أفراد يتجاوز عددهم الـ50، متورطين فى أعمال عنف فى السعودية ومن بينهم أفراد فى التنظيم، وفى مارس 2016 أعلن التحالف العربى فى اليمن، أن قوات التحالف قصفت مخازن أسلحة متوسطة وثقيلة تابعة لتنظيم القاعدة فى مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت.
وركزت رؤية السعودية 2030، التى أعدها مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية برئاسة الأمير محمد بن سلمان، ولى العهد، على محاور عدة، أبرزها تحويل صندوق الاستثمارات العامة السعودى إلى صندوق سيادى، بأصول تقدر قيمتها بنحو تريليونى دولار إلى 2.5 تريليون دولار ليصبح بذلك أضخم الصناديق السيادية عالمياً، والتحرر من النفط عبر زيادة الإيرادات غير النفطية ستة أضعاف من نحو 43.5 مليار دولار سنوياً إلى 267 مليار دولار سنوياً، كما تهدف إلى زيادة حصة الصادرات غير النفطية من 16% من الناتج المحلى حالياً إلى 50% من الناتج.
وتتضمن الرؤية السعودية 11 برنامجاً لتحقيقها، منها برنامج جودة الحياة الذى أُطلق عام 2018م، لتحسين جودة حياة سكان وزوّار المملكة، عبر بناء وتطوير البيئة اللازمة لاستحداث خيارات أكثر حيوية تعزز من أنماط الحياة الإيجابية، وتزيد تفاعل المواطنين والمقيمين مع المجتمع.
ويسعى البرنامج لفتح آفاق جديدة لقطاعات جودة الحياة، والتى تمس المواطنين بشكل مباشر، مثل الرياضة والثقافة والتراث والفنون والترفيه والترويح ونحوها، وتطوير الكوادر البشرية فى قطاعات جودة الحياة المختلفة، فضلاً عن إطلاق العديد من الأكاديميات والمعاهد والبرامج التى تُعنى بتطوير المواهب مثل برنامج تطوير صنّاع الأفلام، وأكاديمية مهد الرياضية.
«الذيابى»: رؤية 2030 تضع المملكة ضمن أفضل 15 اقتصاداً فى العالم
وقال جميل الذيابى، رئيس تحرير جريدة «عكاظ» السعودية، لـ«الوطن»، إن المملكة تواجه الإرهاب، جنباً إلى جنب مع مواصلة خطواتها فى التنمية وفق رؤيتها التى تستهدف جعل السعودية ضمن أفضل 15 اقتصاداً فى العالم بحلول 2030. واعتبر «الذيابى» أن المملكة تلعب دوراً محورياً فى «استقرار المنطقة العربية ودعم وحماية الدولة الوطنية داخل وخارج أراضيها».
«الأمير»: نواجه مؤامرة لضرب محور الاستقرار فى المنطقة بالمنظمات الإرهابية
ويرى يحيى الأمير، الكاتب الصحفى والإعلامى السعودى، مؤلف كتاب «أخرجوا الوطن من جزيرة العرب.. أيام الإرهاب فى السعودية»، أن الإرهاب يمثل الجزء الثانى من «المؤامرة»، إلى جانب ما عُرف بـ«ثورات الربيع العربى» بحسب قوله، حيث اُستخدمت المنظمات الإرهابية للضغط على ما وصفه بـ«محور الاستقرار» فى المنطقة، الذى يضم بلدان: السعودية، مصر، الإمارات، البحرين، الكويت.