استيقظ العالم فجر اليوم، على خبر الإعلان الأمريكي لمقتل أيمن الظواهري، رئيس تنظيم القاعدة في العاصمة الأفغانية كابل، وسط تساؤلات عن كيفية مقتل الرجل الأول في التنظيم بعد وفاة مؤسسه بن لادن قبل 11 عاما، على أيدي القوات الأمريكية، وتحديدا في ظل سيطرة حركة طالبان على الحكم في أغسطس من العام الماضي، وانسحاب القوات الأمريكية خارج البلاد، ووجود علاقة وثيقة بين حركتي طالبان وتنظيم القاعدة.
«الوطن» تستعرض أبرز المشاهد في العملية الاستخباراتية الأمريكية التي استهدفت الرجل الأول في التنظيم في السطور التالية.
رصد أيمن الظواهري
التنفيذ لمقتل أيمن الظواهري في أفغانستان، لم يكن وليد الصدفة، حيث كان مخططا له مع بداية العام الجاري، بحسب ما كشفته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، والتي أكدت أن الاستخبارات الأمريكية رغم انسحابها منذ عام بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم، كانت قد رصدت تواجدا لأيمن الظواهري في أفغانستان في بداية العام الجاري، لافتة إلى أن أنها عكفت على مراقبة الأمر، حتى تم التأكد منه في إبريل الماضي، حيث وردت معلومات لمسؤولين أمنيين بوجود الرجل الأول لتنظيم القاعدة في أحد المنازل الواقعة في أرقى المناطق في العاصمة الأفغانية وهي منطقة « شربور».
وكانت المفاجأة أن منطقة «شربور» هي إحدى المناطق المملوكة لوزارة الدفاع الأفغانية، وجرى تخصيصها لبناء منازل لكبار المسئوولين في الدولة، ورغم تواجد «الظواهري» في هذا المنزل، كان لا يخرج كثيرا، حتى لا يتم العلم بتواجده في هذا المكان، الذي ثبت بعد ذلك أنها كان في حماية شبكة «حقاني»، وهي إحدى الجماعات الجهادية المسلحة، وتعد من أكبر المتحالفين مع حركة طالبان الحاكمة لأفغانستان.
« بايدن» يمنح الاستخبارات الأمريكية الضوء الأخضر
ووفقا للصحيفة الأمريكية، فإن الاستخبارات الأمريكية كانت تقوم بعرض المعلومات التي كان تجمعها في كابول على الرئيس الأمريكي على مدى عدة أشهر، وقامت بوضع خطة لاستهداف «الظواهري» في أفغانستان، ليلتقي الرئيس الأمريكي مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بورنز وكبار القادة الأمنيين في 25 يوليو الماضي، للاستقرار على العملية الأمنية التي وضعتها هيئة الاستخبارات تمت الموافقة واعطاء الضوء الأخضر لبدء عملية التنفيذ.
المفاجأة الثانية كانت في تحديد موعد الضربة الأمريكية، والتي تمت يوم السبت الماضي في التاسعة و28 دقيقة مساء بتوقيت جرينتش، أي قبل الإعلان عن مقتل زعيم القاعدة بيومين حيث ثم الاعلان عن مقتله فجر اليوم، يعد التأكد من مقتله، واستهداف منزله بصاروخين من طراز «هيلفاير»، والتي تعد من أكثر الصواريخ الأمريكية دقة في إصابة الهدف.
هجوم بصاروخين «هيلفاير» من طائرة دون طيار
وحول تفاصيل العملية، ذكرت الصحيفة الأمريكية، أن أيمن الظواهري كان يقف في شرفة منزله في كابل، عندما تم إلقاء صاروخين من طراز «هيلفاير»، من طائرة مسيرة دون طيار، أدى إلى مقتله فيما لم تسبب لأفراد عائلته الذين كانوا داخل المنزل، وبحسب موقع قناة «العربية» الإخبارية، فإن أفراد من شبكة «حقاني» توجهوا إلى المنزل وقاموا بإخلائه من زوجته وابنته.
السعودية ترحب.. وطالبان: العملية انتهاك لسيادة أفغانستان
وبمجرد الإعلان عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، توالت ردود الفعل العالمية المشيدة بهذه العملية، حيث أعلنت الخارجية السعودية ترحيبها بمقتل الظواهري، معلنة في بيان لها أن الظواهري واحد من القيادات الإرهابية التي تزعمت التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية مقيتة ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية وإنما المملكة العربية السعودية، وأدت هذه العمليات إلى مقتل آلاف الأبرياء من دول العالم المختلفة وكان بينهم مواطنون سعوديون.
ولم تقف طالبان مكتوفة الأيدي بشأن العملية العسكرية الأمريكية، حيث خرجت منددة بالعملية، معتبرة أن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بضربة أمريكية نفذت بطائرة مسيرة، انتهاكا لسيادة البلاد، كما أنها تعد في الوقت نفسه متعارضة مع مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، ليرد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قائلا إن طالبان هي من انتهكت اتفاق الدوحة من خلال إيوائها رئيس تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.