هوى الجنيه الإسترليني بأكثر من 2% أمام الدولار الأميركي، اليوم الخميس، على الرغم من قرار بنك إنجلترا المركزي رفع أسعار الفائدة بأكبر وتيرة منذ 33 عاماً، وهو ما يشير إلى المتاعب الاقتصادية التي تواجهها بريطانيا وحالة عدم الثقة التي تعيشها الأسواق حيال الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها وتتخذها لندن.
بحسب ما رصدت “العربية.نت”، فقد هبط الجنيه الإسترليني بصورة حادة فور الإعلان عن قرار بنك إنجلترا المركزي رفع أسعار الفائدة ظهر الخميس، بواقع 75 نقطة أساس، لتصبح عند مستوى 3%، وهو أعلى مستوى للفائدة في بريطانيا منذ ثمانينيات القرن الماضي.
هبط الجنيه الإسترليني إلى مستوى 1.11 دولار أميركي، متراجعاً بأكثر من 2% بعد ظهر الخميس، على الرغم من رفع أسعار الفائدة، ليسجل بذلك أدنى مستوى له منذ عدة أيام، حيث حام طوال الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي عند مستوى 1.14 دولار.
وهذه هي المرة الثامنة على التوالي التي يرفع فيها بنك إنجلترا المركزي أسعار الفائدة، حيث كانت قبل أقل من عام عند مستوى 0.1% فقط.
وحذرت نقابة عمالية رائدة من أن ارتفاع أسعار الفائدة سيغرق المزيد من العمال في الديون والضائقة المالية، وسط أدلة جديدة على تأثير أزمة تكلفة المعيشة.
ووجدت دراسة استقصائية شملت ستة آلاف شخص بالغ أن أكثر من نصفهم بقليل قالوا إنهم لا يستطيعون أو سيجدون صعوبة في دفع فواتير أسرهم هذا العام، بحسب ما نقلته جريدة “اندبندنت” البريطانية في تقرير لها.
قالت جانيت موي، وهي رئيسة تحليل السوق في شركة RBC Brewin Dolphin، ومديرة الثروات، إن “الأخبار السيئة هي أنه من المتوقع أن تستمر أسعار الفائدة في الارتفاع حتى الربع الرابع من العام 2023، مما سيضع مزيداً من الضغوط على أولئك الذين يعانون من قروض عقارية متغيرة”.
وأضافت في تصريحات صحافية: “يفتقر بنك إنجلترا إلى التفاصيل المتعلقة بالخطة المالية للحكومة، لذلك قد يجد صعوبة في وضع توقعات اقتصادية دقيقة”.
وتابعت: “الخبر السار هو أن استعادة الهدوء في أسواق بريطانيا تعني أن بنك إنجلترا يواجه ضغوطاً أقل للرفع بقوة. ومن المتوقع أن تصل أسعار الفائدة في بريطانيا إلى ذروتها عند 4.75% في أواخر 2023، وهي أقل بكثير من أسعار الفائدة التي تزيد عن 6.25% والتي كانت متوقعة بعد الإعلان عن الميزانية المصغرة التي تم إلغاؤها”.