ما سر صباح؟ ربما نحتاج الى مجلدات وتاريخ طويل لاكتشافه بما يتناسب مع القيمة الفنية العظيمة التي قدمتها الشحرورة صاحبة، أطول مسيرة فنية متواصلة لمدة 75 عاماً. ربما الشغف او نعمة آلهية تختص بالقبول ليجعلها حقاً الأسطورة، قولا ومضمونا وتاريخاً أصبح يشكل امتدادا للحاضر الفني اللبناني، بما يمثل الفخر بالانتماء الى بلد الشحرورة والرحابنة وفيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين وزكي ناصيف واللائحة تطول.
واليوم، تحل ذكرى ميلاد الفنانة صباح الـ95، شحرورة بلدة بدادون ولبنان. وعلى رغم مرور سنوات على رحيلها لا تزال “الصبوحة” تحتل قلوب اللبنانيين والعرب، في مشرقهم ومغربهم، وهي التي أحبت الجميع حتى الرمق الأخير.
فأغاني الشحرورة صباح لا تزال تحتل صدارات الألبومات الصباحية في مختلف الإذاعات اللبنانية والعربية، إلى جانب أغاني السيدة فيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين، وهم كانوا مع الأخوين رحباني، ولفترة طويلة، أبطال الساحات الفنية.
وفي مثل هذا اليوم نستعيد الذكريات والحنين إلى الزمن الجميل، إلى زمن عمالقة الفن، وكانت الشحرورة في الطليعة. هي التي حملت صوتها وجمال روحها والكاريزما العالية التي تتمتع بها وكانت من أوائل الفنانين العرب الذين وقفوا على خشبات المسرح العالمي في أولمبيا في باريس، وقاعة كارنيغي في مدينة نيويورك، وقاعة ألبرت الملكية في لندن ودار أوبرا سيدني.
وأبعد من المسارح العالمية، احتلت “الصبوحة” قيمة وجدانية كبيرة لدى اللبنانيين الذين يستذكرونها بالفرح كلما سمعنا “مرحبتين” واوف وميجانا بصوت جبال لبنان، وكلما دقت “ساعات ساعات”، وبقيت “زي العسل” على قلوب الجميع، و”الو بيروت” أصبحت لها نشيداً، فكيف لا نحب صباح؟
وفي ذكرى مولدها تحية الى صاحبة الـ87 فيلم بين مصري ولبناني، و27 مسرحية لبنانية، وما يزيد عن 3500 أغنية بين مصري ولبناني واجنبي.