فيما ينكب الاتحاد الأوروبي على التحقيق في تسريب للغاز من أربعة مواقع في خط الأنابيب الضخم تحت بحر البلطيق الذي يصل روسيا بألمانيا، اعتبر الكرملين أن العمل إرهابي.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، إنه يشتبه في ضلوع دولة أجنبية في تسرب الغاز من خطي أنابيب نورد ستريم 1 و2، لكنه امتنع عن تسمية دولة معينة.
كما أردف “من الصعب جدًا تصوّر أن يحصل عمل إرهابي كهذا من دون ضلوع دولة ما”، داعيًا من جديد إلى إجراء “تحقيق عاجل”، بحسب ما نقلت رويترز.
غواصات روسية؟!
أما رداً على طلب للتعليق على تقرير “سي إن إن” نقلت فيه عن مسؤولين غربيين أن غواصات روسية رصدت في المكان، فقال بيسكوف إن “هناك وجودا أكبر بكثير لحلف شمال الأطلسي في المنطقة”.
خط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 1 (رويترز)
يذكر أن المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، كانت اتهمت صراحة الولايات المتحدة، بوقت سابق اليوم، إذ اعتبرت أن حادثة خطوط “التيار الشمالي” وقعت في منطقة تسيطر عليها المخابرات الأميركية.
قوات عسكرية مختلفة
يشار إلى أن العديد من المسؤولين السياسيين والخبراء كانوا ألمحوا خلال اليومين الماضيين إلى أن عملا تخريبيا يقف وراء تسرب الغاز من خطي الأنابيب نورد ستريم 1 و2.
كما اعتبر عدد من الخبراء أن قوات عسكرية مختلفة في المنطقة قادرة على تنفيذ عملية كهذه.
فبحسب الخبراء يمكن إرسال غواصين عادة إلى قاع البحر لوضع متفجرات، أو عبر الألغام ذاتية الدفع أو غواصة مسيّرة يمكن أن تقوم بهذه المهمة.
يذكر أن التسربات الأولى كانت وقعت في المياه الدولية قبالة جزيرة بورنهولم الدنماركية في بحر البلطيق، بين جنوب السويد وبولندا، وهي منطقة تعد منذ فترة طويلة من أكثر المساحات المائية الخاضعة للمراقبة عن كثب في العالم.
في قلب التوترات
ومنذ أشهر أضحى “نورد ستريم” في قلب التوترات الجيوسياسية بين الغرب وموسكو، لاسيما بعد قطعها إمدادات الغاز عن أوروبا، كرد على العقوبات الغربية ضدها جراء الصراع الروسي الأوكراني.
وعلى الرغم من أن تلك الأنابيب التي يديرها تحالف شركات تملك غازبروم الروسية الغالبية فيه، خارج الخدمة حاليا، إلا أن كلا الخطين لا يزالان يحتويان على الغاز، ما أثار قلق العديد من المسؤولين وخبراء البيئة والمناخ حول العالم.
