في شوارع القاهرة العتيقة، حيث الأرصفة تحكي حكايات الزمن، وُلد علي ديزل في الأول من يونيو عام 2002، طفلًا يحمل بين ضلوعه طاقة لم تُكشف ملامحها بعد، لكنها كانت تنسج تفاصيله بهدوء.
في قلب الحياة الشعبية، اختلط العناء بالأمل، والتعب اليومي بنبض الأحلام. جرب علي كل شيء تقريبًا: عمل هنا وهناك، لمس الواقع بيده، واكتشف أن كل يوم يحمل درسًا، وكل تجربة تزيده صلابة وتميزًا.
لكن الموسيقى كانت استثناءً. لم تكن مجرد هواية، بل كانت لغة الحياة بالنسبة له. الساكسفون لم يكن مجرد آلة نفخ، بل صار صوته، ولسانه، وحلمه الكبير. لم يبحث عن شهرة أو تصفيق، بل كان يسعى خلف إحساس صادق، وموجة موسيقية تهزّ القلب من أول نغمة.
من حلم صامت إلى وقوف أمام الرؤساء
بدأ علي رحلته شابًا ضائعًا بين الزحام، يحاول أن يجد صوته وسط ضوضاء المدينة. لكنه سرعان ما أصبح نجمًا في سماء شرم الشيخ، لا بسبب بهرجة الأضواء، بل بفضل صدقه، وفرادته، والروح العذبة التي تنساب من آلته الموسيقية، كأنها تحكي قصة كل قلب.
لم يكن مجرد عازف في الحفلات، بل كان صديقًا لكل لحظة. عزف أمام سائحين، وأمام شخصيات بارزة، بل وحتى رؤساء دول. ورغم كل هذا، بقي متواضعًا، مؤمنًا بأن الشهرة ليست الهدف، بل أن تصل الموسيقى بصدقها ودفئها إلى القلوب، وتترك أثرًا خالدًا لا يُنسى.