«معبد ماضي».. حكاية أطلال مدينة أثرية كاملة أصبحت مزارا سياحيا بالفيوم – المحافظات – بوابة مشاهير

إسلام جمال17 يوليو 2022 مشاهدة
«معبد ماضي».. حكاية أطلال مدينة أثرية كاملة أصبحت مزارا سياحيا بالفيوم – المحافظات – بوابة مشاهير

منازل.. سلالم.. طرق تزينها الكباش والأسود.. واستراحة لسفينة الآلهة.. تماثيل مصغرة لأبو الهول، ومعبد وقف صامدا محتفظا برسوماته حتى الآن رغم مرور آلاف السنين، تلك المدينة التي ظلت غارقة أسفل بحر من الرمال لأعوام طويلة حتى تم اكتشافها في عام 1937، ثم ظل متواريا عن الأنظار بسبب بعده عن محافظة الفيوم، حتى ذاع صيته وأصبح مزاراً سياحياً يأتي إليه السياح من مختلف أنحاء العالم، كما أنّ المدارس أصبحت تنظم رحلات تعليمية لطلابها فيه.. أهلاً بك في «نارموثيس» أو مدينة ماضي الأثرية.

الوحيد من عصر الدولة الوسطى

وقال محمود كامل الباحث السياحي بمحافظة الفيوم، إنّ مدينة ماضي الأثرية يرجع عمرها إلى 4 آلاف سنة، وتضم أطلال معابد ومدينة سكنية بناها الملكين أمنمحات الثالث وأمنمحات الرابع في عصر الأسرة الثانية عشر، ثم جاء العصر الروماني وتم إضافة بعض التعديلات للمدينة، أبرزها تماثيل أسود برؤوس آدمية، موضحاً أنّ معبد مدينة ماضي هو المعبد الديني الوحيد الباقي من الدولة الوسطى في مصر.

خًصص لعلاج سوبك ورننوتت

وأشار إلى أنّ معبد مدينة ماضي تم تخصيصه لعبادة إلهين وهما سوبك التمساح إله الفيوم، والحية رننوتت إلهة الحصاد في مصر القديمة، والإله حورس، موضحا أنّ المدينة كانت غارقة تحت الرمال حتى اكتشفته بعثة من جامعة ميلانو الإيطالية عام 1937، موضحا أنّ أغرب تمثال تم اكتشافه بمدينة ماضي وهو فريد من نوعه عبارة عن تمثال أنثى الأسد تقف في وضع الهجوم بينما ترضع صغارها من كلا الجانبين وحول رأسها لبدة الأسود الذكور.

يحوي 3 مقاصير رئيسية

وكشف أنّ المعبد يتكون من 3 مقاصير رئيسية، بها أعمدة يعلوها الكورنيش المصري، أكبرها المقصورة الوسطى والتي كانت تحمل تمثال ربة الحصاد رننوتت تتوسط الملكين أمنمحات الثالث والرابع وأمامهم مائدة القربان، أما المقصورة الشرقية فتحمل النقوش الموجودة فيها اسم الملك أمنمحات الثالث، بينما تحمل المقصورة الغربية نقوشاً للملك أمنمحات الرابع، كما ضمت المقصورة اليسرى مشهد تقديم القرابين للإله سوبك، وفي الجهة المقابلة ضمت الملك أمنمحات الرابع يقدم إناء عطور للإلهة «رننوتت» التي تمثلها «كوبرا».

تشبه الأقصر إلى حد كبير

على جانب آخر، قال أحمد السيد، أحد زوار معبد مدينة ماضي، أنّ هذه هي الزيارة الأولى له، وعلى الرغم من بُعد المعبد عن مدينة الفيوم، إلا أنّ جمال المعبد والمدينة التي تشبه الأقصر إلى حد كبير جعله ينسى تعب ومعاناة الوصول إليه، موضحاً أنّه كان قد شاهد بعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، ولذلك قرر زيارته برفقة زوجته للاستمتاع بتاريخ أجدادنا القدماء نظراً لكونه من عشاق التاريخ والأماكن الأثرية.

أطلال مدينة أثرية كاملة

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الوطن» أنّ أكثر ما يميز المدينة هو وجود أطلال مدينة كاملة، والتي توضح نظام الحياة قبل 4 آلاف سنة، بالإضافة إلى غرفة مأدبة الطعام التي لا تزال تحتفظ بألوانها حتى الآن، موضحاً أنّ أكثر الأشياء التي انبهر بها هي حضّانة التماسيح والتي كانت تستخدم لوضع بيض التماسيح حتى تفقس، وأحواض لتربية التماسيح الصغيرة.

مشاهد مراسم تقديم القرابين

ونصح بزيارة معبد مدينة ماضي والاستمتاع بتاريخ أجدادنا الفراعنة، خصوصاً المعبد الذي لا يزال محتفظاً برونقه رغم مرور أكثر من 4 آلاف سنة على إنشائه كما أنّ النقوش الفرعونية والرسومات واضحة حتى الآن، بالإضافة إلى مشاهد تقديم القرابين سواء للإله سوبك أو رننوتت، وأيضا «بيض التماسيح الأثري» الذي عُثر عليه في المدينة والمعروض في المعرض الخاص بالمدينة.

 

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل