أعلن مجمع اللغة العربية، إصدار طبعة جديدة من معجم الصيدلة 2022، يضم ما يقرب من 2000 مصطلح، قامت لجنة الكيمياء والصيدلة بصياغة تعريف كل مصطلح صياغة علميّةً دقيقة؛ حرصت فيه على أن يكون اللفظ العربي ممثِّلًا للمعنى الدَّقيق للمصطلح الأجنبي.
الصيدلة من العرب لأوروبا
وقال الدكتور صلاح فضل رئيس المجمع، أن المعجم يعد نتاج عمل دؤوب للجنة الكيمياء والصيدلة بالمجمع، كما يعد علم الصيدلة من العلوم الضاربة بجذورها في حضارتنا العربية، إذ لم يكتفِ العرب بما نقلوه من العلوم الطبية عن اليونان وغيرهم، بل أضافوا إليها عن النبات واستخراج مواده المختلفة، التي كانت اللبنة الأولى لصناعة الخلاصات العشبية المختلفة، التي تطورت فيما بعد في صورة عقاقير، ثم انتقلت هذه العقاقير بمسمياتها العربية إلى الأوروبيين، الذين أخذوا عن الحضارة العربية الاستعمالات الدوائية لكثير من الأعشاب والنباتات والعطور، وقد دخلت أسماء هذه المفردات إلى اللغات الأوروبية، كالصندل، والراوند، والمسك، والعنبر، وغير ذلك.
وأضاف رئيس المجمع في تصريحات صحفية، اليوم الأحد: «سبق للمجمع أن أصدر معجمًا لمصطلحات الكيمياء والصيدلة معًا، منذ عدة سنوات، وقد رأت اللجنة العلمية أن تفرد مصطلحات الصيدلة بمعجم مستقل؛ تحقيقًا لاستقلالية هذا العلم من ناحية؛ ورغبة في استيعاب شتى فروعه المختلفة من ناحية أخرى».
تمهيد لتعريب العلم
وأكد «فضل»، أن هذا الجزء يُعدّ خطوة في طريق طويل، نأمل جميعًا أن تضع أمتنا أقدامها على متنه، وهو طريق إنتاج العلم بالعربية والسُّهْمَة الفاعلة في الحضارة الحديثة، إذ يسعى مجمع اللغة العربية لتطويع العربية وتكييفها؛ لتكون وعاء يحمل مفردات العلوم والفنون المتنوعة؛ تلبية لحاجات العصر الحديث، فصدر عنه عدد من المعاجم العلمية في الطب، والكيمياء، والفيزياء، وعلوم الأحياء، والرياضيات وغير ذلك؛ لكي تكون معينًا ينهل منه الباحثون الذين يطرقون ميدان التعريب الوعر؛ تمهيدًا لإن يصبح العلم ناطقًا بالعربية في كل ربوع وطننا العربي
وأشار إلى أنه لعل من أهم مظاهر العناية بعلم الصيدلة في الحضارة العربية إنشاء المدارس لتعليمها، وتصريفها، كما عُنِي العرب بوضع مصنفات خاصة بتركيب الأدوية أطلقوا عليها الأقرباذين، وتذكر لنا كتب التاريخ أن العرب أنشأوا صيدليات خاصة بميادين القتال، كانت تصحب البيمارستانات المتنقلة لعلاج الجرحى.
