كتب : ضياء عبدربه ابوالوفا عياد
لقد اتضحت للجميع أسباب وخلفيات ما يجري من عمليات فدائية في الداخل الفلسطيني المحتل، تزامناً مع استمرار تصاعد وتيرة ومؤشرات الانتفاضة الفلسطينية المباركة والسعي لقمعها من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، وبالتزامن تتسارع الأحداث بمدينة القدس المحتلة، هجمات ومشاريع صهيونية متلاحقة تستهدف المقدسيين ببلدات المدينة المحتلة، ومن الطبيعي أن تولد هذه الأفعال الإجرامية والمشاريع الاستيطانية الصهيونية ضد المدنيين الفلسطينيين بمدينة القدس المحتلة وبعموم مناطق الضفة الغربية والقطاع، ردود فعل غاضبة من قبل سكان وأهالي الضفة الغربية وفي الداخل الفلسطيني المحتل خصوصاً بعد حديث الحكومة الصهيونية عن مشروع تهويد وصهينة مدينة القدس بشكل كامل، وهنا برزت حالة الغضب الفلسطينية بالمدينة من خلال مجموعة ردود الفعل على التعديات والاستفزازت الصهيونية للمقدسيين، ومن هذه الاستفزازات قيام مجموعات من المتطرفين الصهاينة بمحاولات اقتحام وتدنيس مستمرة للمسجد الأقصى والتعدي على المقدسيين وفرض مشاريع الاستيطان على بلداتهم وتهجيرهم منها.
فما يقوم به الاحتلال الصهيوني من عمليات استطيانية، يستهدف الضفة الغربية بشكل عام ومدينة القدس والمسجد الأقصى بشكل خاص، هذه العوامل بمجموعها تؤكد أن هناك مشروعاً صهيونياً – دولياً – إقليمياً يستهدف تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل، فاليوم يمارس هذا الكيان الصهيوني دوره القديم الجديد بمحاولة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير باقي سكان فلسطين من وطنهم وإحلال المستوطنيين مكانهم، إذ يقوم اليوم هذا الكيان بجرائم كبرى بحق الأقصى، إضافة إلى حملات تدمير وهدم كثير من البيوت والتجمعات السكانية بالضفة الغربية وبمدينة القدس تحديداً، لتُقام على أنقاضها مستوطنات يوطن بها مجموعة من صهاينة هذا الكيان.
ولم يكتف هذا الكيان بهذه الإجراءات فقط، بل ما زال يحاول الكثير من قادته تدنيس المسجد الأقصى واستباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية الموجودة بمدينة القدس، وخلال الأيام الأخيرة شاهد العالم أجمع مشاهد اقتحام الصهاينة للمسجد الأقصى، وتحت حماية الشرطة الصهيونية، هذا العمل المستفز وما تبعه من أعمال أكثر استفزازاً أفرزت بمجموعها رد فعل شعبياً فلسطينياً غاضباً، وفي هذه المرحلة يلاحظ بشكل واضح أن قادة الكيان الصهيوني يعدّون العدة لإعلان ساعة الصفر للحرب الدينية التي تنطلق بمدينة القدس وبعموم مناطق الضفة الغربية، وفق ما تتحدث به الرؤية الصهيونية الخاصة بتصفية القضية الفلسطينية، وهذا ما يؤكد أن الكيان الصهيوني يسعى إلى تحويل معركته بعموم مناطق الضفة إلى معركة بين اليهود والمسلمين، بمحاولة لتأكيد ادعاء الصهاينة أن يكون لهم دولة يهودية مغلقة “قلعة مغلقة”، تفصل المسلمين عن اليهود، وهذا ماصرح به أكثر من مسؤول صهيوني أخيراً، وهذا ما يجرى العمل عليه الآن على أرض الواقع بعموم مناطق الضفة الغربية وبالقدس بشكل خاص.
ختاماً، يبدو ان الدور والموقف العربي في ما يجري بمدينة القدس وعموم مناطق الضفة بأستثناء الموقف الأردني، ما زال كما هو وذلك يبدو واضحاً من خلال ردود الفعل العربية الرسمية على كل هذه الأحداث التي تستهدف الفلسطينيين اليوم بالقدس بشكل خاص وفي باقي مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل عام، فقد حاولت هنا بعض المحاور المعتدلة «العربية» التي تكونت حديثاً في المنطقة العربية، إضفاء طابع آخر للمعركة في مدينة القدس وعموم الضفة الغربية والقطاع، إذ حاولت هذه المحاور تصوير ما يجري في مدينة القدس على أنه أمر عرضي وسينتهي بفترة زمنية محدودة، مع أن جميع دوائر صنع القرار العربي تعرف وتدرك أن هدف الصهاينة من استغلال وإشعال فتيل كل هذه الأحداث بمدينة القدس، هو الوصول إلى كسب موقف دولي يسمح لصناع القرار الصهاينة بكسب قرار دولي يسمح للصهاينة بإقامة دولتهم «اليهودية» على أنقاض الدولة «العربية- الإسلامية -المسيحية –الفلسطينية.