الجمعة الثانية من رمضان والصلاة في الجامع الأزهر الشريف… وزيارة بعد الصلاة لمسجد محمد بك أبو الذهب الذي يجاور الجامع الأزهر والذي أنشئ سنة 1774م… والأمير محمد بك أبو الذهب ولد سنة 1735م وكان الذراع الأيمن والمملوك المقرب لعلي بك الكبير والذي ولي نفسه حاكما لمصر بعد عزل الوالي العثماني سنة 1768م وكان علي وشك الإستقلال عن الدولة العثمانية مستغلا إنشغال العثمانيين بالحرب ضد روسيا فبعد استيلائه علي الحكم أخمد الثورات الداخلية وقضي علي شيخ العرب همام الهواري في الصعيد بفضل دهاء مملوكه محمد بك أبو الذهب.. وبعدها بسط سيطرته علي الحجاز سنة 1770م واستعاد مكانة مصر التجارية بعد توظيف ميناء جدة كمركز للتجارة بين آسيا واوروبا عبر مصر ليسترجع جزءا من أهمية مصر التجارية التي فقدتها بعد إكتشاف رأس الرجاء الصالح .. ثم أرسل قائد جيوشه محمد أبو الذهب إلي الشام وحقق إنتصارات كبيرة علي العثمانيين سنة 1771م ولكنه بعد فترة تحالف معهم واتفق معهم أن يعود إلي مصر ويترك الشام علي وعد بتولي الحكم وإعادة مصر إلي الحكم العثماني و القضاء علي علي بك الكبير وهو ما حدث بالفعل حيث عاد إلي مصر وانقلب علي مربيه وقائده ووالد زوجته وقتل علي بك الكبير بعد إصابته في معركة الصالحية سنة 1773م … وبعدها تولي الحكم لفترة قصيرة حيث توفي أثناء وجوده في الشام بعد أن دس أحد طباخيه السم له بوشاية من ظاهر العمر حاكم عكا وأحد حلفاء وأصدقاء علي بك الكبير… توفي محمد بك أبو الذهب سنة 1775م ونقل جثمانه إلي القاهرة ودفن بمسجده معيدا للأذهان خيانة خاير بك لقنصوة الغوري قبل قرن ونصف من الزمان من خيانته لمربيه وقائده علي بك الكبير .تضم المجموعة مسجدا ومدرسة وحوضا وسبيلا وتكية للتجار وهو أحد المساجد المعلقة بالقاهرة الإسلامية