أكد الدكتور محمد الشافعى، نائب رئيس الاتحاد العام لمنتجى الدواجن السابق، أن معاناة صناعة الدواجن تزداد يوماً بعد آخر على مرأى ومسمع من الجميع، مؤكداً عدم وجود أى دعم لها على عكس المستورد، مطالباً بحماية الصناعة والتعاون بين الحكومة والمنتجين حفاظاً على ما تبقى منها، مشيراً إلى قيام «السماسرة» بالتحكم فى السوق والتلاعب فى أسعار الدواجن وزيادة الحلقات الوسيطة ما يثقل كاهل المستهلك ويسبّب خسائر لصغار المربين.
وطالب بتشديد الرقابة على أسعار الخامات والشركات الموردة لها، وتوفير بدائل للحبوب وتقليل نسبة الذرة المستوردة لتقليل التكلفة، موضحاً أن الشركات تقوم باستغلال المربى وزيادة 1000 جنيه على طن الذرة، وهو مجبر على شرائه، موضحاً أن سعر طن الذرة يصل إلى 9000 جنيه والصويا 11.500 جنيه، والردة أكثر من 6000 جنيه بالإضافة للنقل.
وأكد «الشافعى» أن اللحوم البيضاء هى أرخص بروتين موجود رغم ارتفاع الأسعار، مؤكداً قدرة الصناعة على تلبية كل احتياجات الشعب المصرى، وتغطية جميع احتياجات المجمعات الاستهلاكية بشرط عدم التسبب فى خسائر للشركات والمربين وتوفير هامش ربح مُرضٍ وحساب التكلفة الحقيقية، مشيراً إلى قيام الدولة باستيراد 1000 طن مجزآت والتى تعد من اللحوم غير المعروف مصدرها وغير صالحة للاستهلاك وتدخل البلاد دون جمارك على حساب المنتج المحلى الذى يواجه مشكلات لا حصر لها ما يمثل كارثة، فى الوقت الذى يقوم فيه بإنتاج مليار و500 مليون دجاجة سنوياً.
وأضاف نائب رئيس الاتحاد أن صرخات المربين تتعالى يوماً تلو الآخر والتى كادت تشق صدره نصفين، ويعانون أشد المعاناة دون أية استجابة لمطالبهم، حيث يتعرض المربى لخسائر شديدة من خلال شراء العلف والكتاكيت والأدوية، مشيراً إلى أن الطائر يأكل علفاً من 35 إلى 40 جنيهاً، فى حين أن كيلو العلف وصل 11 جنيهاً، ويتغذى على 3 كيلو ونصف علف وهو يمثل 60% من التكلفة، لافتاً إلى أن تكلفة الكيلو على باب المزرعة 36 جنيهاً وتباع من 30 إلى 32 ما يعرضه لخسائر تقارب 5 جنيهات فى الكيلو الواحد، إضافة إلى زيادة نسبة النافق ما يجعله غير قادر على السداد أو الاستمرار فى الصناعة ويخرج مثقلاً بالديون ويعيش مهدداً بالسجن.
وأشار إلى أنه من المتوقع ارتفاع أسعار الأمهات بسبب خروجها من السوق الفترة الماضية نتيجة انخفاض سعر الكتكوت، فى الوقت الذى تصل تكلفته إلى 7 جنيهات.
من جانب آخر، أكد الدكتور مصطفى بسطامى، أستاذ أمراض الدواجن، أن حياة ما يقارب 5 ملايين عامل فى صناعة الدواجن مهددة بالتشرد، موضحاً أن الصناعة الآن تعمل من 40 إلى 50% من طاقتها، وبالرغم من ذلك تعمل على تغطية السوق المحلية، مطالباً بضرورة السعى لزراعة الذرة والصويا على المدى الطويل، وتسعير الدواجن بين الزراعة والتموين والاتحاد، مؤكداً أن اتحاد منتجى الدواجن هو المسئول الأول والأخير عن الصناعة ويعتبر الأب الشرعى لها.
وأكد «بسطامى» أن هناك تجاهلاً تاماً من الزراعة لصناعة الدواجن، إلى أن وصل الأمر لعدم الاهتمام بقرارات مجلس الوزراء وتجاهل اللجنة العليا المنظمة لصناعة الدواجن والتى أمر الرئيس السيسى بتشكيلها والتى لم تجتمع غير مرة واحدة العام الماضى منذ إنشائها ولم يتم تنفيذ كلمة واحدة مما تمت مناقشته داخل الاجتماع.
ولم يسعَ وزير الزراعة إلى الاجتماع بأعضائها مرة أخرى لمناقشة المشكلات التى تواجه الصناعة وهو الأمر التى شُكلت من أجله اللجنة. لا بد من تشديد الرقابة على أسعار الخامات.. ودعم مستوردى الدواجن على حساب المحلى كارثة