نزهة الصديقات الثلاث في بحيرة قارون بالفيوم انتهت بالموت.. عِشن ومتن معا – المحافظات – بوابة مشاهير

إسلام جمال21 يوليو 2022 مشاهدة
نزهة الصديقات الثلاث في بحيرة قارون بالفيوم انتهت بالموت.. عِشن ومتن معا – المحافظات – بوابة مشاهير

«سارة وشيماء وجومانا»، من لا يعرفهن في قرية كحك بحري التابعة لمركز الشواشنة بمحافظة الفيوم، حيث أُطلق عليهن مثلث الصداقة فتجدهن دائماً معاً في أفراحهن وأحزانهن، لا تذهب إحداهن إلى مكان دون الأخرتين، رغم أنّ إحداهن تكبر الاثنتين بـ6 سنوات، إلا أنّ فارق السن لم يحدث فرقاً في الحب، وكعادتهن خرجت الثلاث فتيات معاً مقررين الذهاب لمصيف الغلابة الخاص بهم للاستحمام بمياه بحيرة قارون هرباً من ارتفاع درجات الحرارة، وبحثاً عن المتعة واللهو.

ملابس وأحذية وبقايا طعام

أعدت الفتيات الثلاثة عدتهن وملابسهن، وتوجهن إلى بحيرة قارون التي تبعد عن منازلهن عدة أمتار فقط، غيرن ملابسهن وتركنها على الشاطئ، وخلعن أحذيتهن، ونزلن إلى المياه، يقذفن بعضهن بالمياه ملئ أيديهن الصغيرة، ومع غروب الشمس جذبهن قرص الشمس الأحمر الذي كان يغرب على البحيرة، فقررت إحداهن أن تدخل في عمق أكبر ببحيرة قارون لتستمع بالاستحمام ومشاهدة الغروب في آن واحد لمزيد من المتعة، إلا أنّها لم تكن تعلم أن حياتها ستغرب مع ذلك الغروب.

الصديقتان ضحتا بحياتهما

دقائق معدودة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، حينما اختفت شيماء صاحبة الـ16 عاماً عن أنظار صديقتيها اللتين قفزتا إلى داخل المياه مجدداً بحثاً عن صديقتهما، للتأكيد على إنّ مثلث صداقتهما لن يكتمل بدون ضلعه الثالث، وظللن يسبحن لمسافة طويلة داخل مياه بحيرة قارون بمحافظة الفيوم، دون أن يأخذان بالهما من ارتفاع الأمواج، وانخفاض القاع كلما سبحوا للداخل، ليتفاجئا بالأمواج تغطيهما فجأة، فحاولتا السباحة والعودة للشاطئ ولكن دون جدوى حيث انتصرت عليهما الأمواج، ولفظن أنفاسهن الأخيرة.

تأخر عودتهن يثير الرعب

أسدل الليل ستاره، ولم تعد الثلاث فتيات إلى منازلهن، فتوجهت أسرهن للبحث عنهن، وما أن وصلوا إلى الشاطئ حتى وجدوا ملابس بناتهم وأحذيتهم وبقايا طعامهن على الشاطئ، فاعتقدوا إنهم ربما يكونوا ساروا على أقدامهم قليلاً على ضفاف الشاطئ، فأحضروا الكشافات وبدأوا في إنارتها حتى لاحت لهم جثامين تعوم على سطح المياه، وارتفعت أصواتهم تنادي على فتياتهم ولكن دون رد.

غرق الصديقات الثلاثة

هرع الأهالي وقفزوا إلى المياه دون تفكير ليحضروا أجساد بناتهم الطافية على سطح المياه، وأخرجوهم في محاولة لإسعافهم إلا أنّهم تفاجئوا بوفاتهم وهو ما أكده الطبيب الذي أحضروا للكشف عليهن، فأكد أنّهن توفين وليس بينهن من هي على قيد الحياة، فأبلغوا الشرطة التي انتقلت لمكان حادث الغرق واتخذت الإجراءات القانونية.

عشن ومتن معايا

واتشحت قرية كحك بحري بالسواد بعد وفاة الفتيات الثلاثة، فيما استغرب الجميع أنّهن عشن معا ومتن معا، كما اتفقت أسرهن على دفنهن معاً مثلما كانوا معاً في الحياة والموت، ومعا في القبر أيضا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل