لم يفكر أو يتردد ولو للحظة واحدة، فقد نطق لسانه بما قرره عقله وأراده قلبه، «سأتبرع بفص كبد لأخي لن أتركه يموت أمام عيني أو ينتظر أن يجد متبرعاً فأنا أولى به»، ورغم صعوبة الموقف على الأم التي ربما تخسر ابنيها الاثنين معاً إلا أنّ تربيتها الحسنة لابنيها وحبهما الشديد لبعضهما، لدرجة أنّ أحدهما قرر التبرع بفص كبد لإنقاذ حياة شقيقه، جعلها تنسى الخوف، وتدعو لهما أن تنجح العملية وأن يردهما إلى حضنها سالمين غانمين بعد نجاح العملية.
مدرس يتبرع لشقيقه بفص كبد
وكان أحمد العيسوي، مدرس بمحافظة الفيوم، تفاجئ بإصابة شقيقه محمد بمرض الكبد، وأكدّ الأطباء حاجته لإجراء جراحة عاجلة لزرع فص كبد، وأنّ نسبة نجاح العملية كبيرة، فقرر على الفور بإعطاء شقيقه فص كبد أملاً في شفائه، وأن يطيل الله في عمره.
إجراء عملية نزع الفص اليوم
وتجرى عملية جراحية لنزع فص الكبد من المتبرع اليوم، ثم تجرى عملية زرع الفص لشقيقه في مستشفى الشيخ زايد التخصصي، فيما يدعو أهالي محافظة الفيوم للشقيقين بنجاح كلتا العمليتين الجراحيتين، وأنّ يخرجا من تلك العملية بسلام وصحة جيدة.
كتب رسالة مؤثرة لشقيقه
وقبل أن يدخل الشقيق المتبرع إلى العمليات، أرسل لشقيقه رسالة مؤثرة من خلال موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، قائلا أنّ «الكلمات تتلعثم في فمه ومشاعره ممتزجة بين مفائل وقلق ولا يعلم هل هي البداية أم النهاية؟»، متابعاً «قلبي راضي وأدعو أن تكون بداية لحياة جديدة هادئة مليئة بالخير والأمل والقرب من الله»، مُضيفاً «عشنا سوياً أقدار الحياة ما بين فرح وحزن وتعب وراحة فكيف ليا أن أتخلى في هذه اللحظة، فوالله لو أخذوا الجهاز الهضمي كاملاً لا أوفيك حقك».
طلب مسامحته قبل دخول العمليات
وطالب «محمد» من كل من يعرفه مسامحته إذا أخطأ في حق أحدهم، أو صدر منه أي تقصير، قائلاً أنّه بضع دقائق ويكون في العمليات، مُطالباً بالدعاء له ولشقيقه، وموصياً بالدعاء له في حالة فشل العملية ووفاته.