لم تؤثر الحرب الروسية الأوكرانية على دول العالم فقط، بل غرست فكرة إبداعية في عقل الشاب السكندري عبد الله عصام، 24 سنة، خريج قسم النحت بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، الذي صمم مشروعا كاملا يحوي 4 مجسمات عن الحروب يعكس من خلالها رؤيته عن اتجاه النفس البشرية للحروب أكثر من السلام، واضعا عنوانا لعمله الفني تحت شعار: «الحرب اللا نهائية».
أفكار في المشروع
من رحم المعاناة ولدت الفكرة الإبداعية، هكذا صار الفنان الشاب إثر متابعته الحرب الروسية الأوكرانية، التي أكدت له رؤيته عن الحروب الإنسانية بأنها كانت وما زالت ومستمرة حتى تنهي الوجود البشري، تلك الرؤية التي حولها إلى مجسم فني طوله 60 سم فقط لكن معانيه وأفكاره تتجاوز حجمه الصغير.
ويقول عبدالله عصام، إن الحرب الأخيرة فتحت له المجال للتفكير في سبب وجود الحرب بين البشر ورصد الأحداث والمشاعر التي ظهرت في الحرب لتحويلها إلى جزء هام في المشروع وذلك عبر القطعة الأولى الذي أطلق عليها «شيطان الحرب» والتي تعبر عن كائن أسطوري ما بين رأس بشري وجسم وحش، وهو الكائن الذي يحوي جنودا على ذراعيه وقدميه، غير مهتم بتحويلهم إلى ضحايا حرب فكل همه السير تجاه مخططه: «هدفه الحقيقي هو انتصار الحرب مهما كانت الضحايا».
مجسمات تعبر عن الفكرة
واضاف عصام لـ«الوطن»، أنه قدم أكثر من مجسم يعبر عن فكرة الحرب، ويعد شيطان الحرب أبرزهم لما له من مدلول إنساني، موضحا أنه استخدم خامة البوليستر لمناسبتها الفكرة حيث يظهر بها التمثال بالشكل المعبر والمطلوب.
لم يكن المشروع هين على الشاب السكندري، حيث استغرق 3 أشهر لإطلاق مشروعه المكون من 4 مجسمات أولها شيطان الحرب كما تبين في السطور الماضية، وثانيها «ديكتاتور الحرب» المعبر عن القائد الحربي المتحكم في جنوده وذلك عبر تمثال ارتفاعه 80 سم، والثالث «أسرى الحروب» التي تصور معاناة الخاسرين في الحروب وذلك عبر تمثال ارتفاعه 40 سم، فيما اختتم بالقطعة الرابعة تحت عنوان «انتصار الحرب» والتي اقتبس فكرتها من حرب أكتوبر لحظة رفع الجندي المصري العلم التي تعكس الحرب للحفاظ على الوطن متمثلة في جندي مصاب واقف ورافع ذراعه وفي نهايته طائر الحرية بتمثال طوله 45 سم.
ويحلم «عبد الله» بعمل فيلم أنيميشن مصري يتكلم عن الحروب وفلسفتها للتوعية بخطورتها، يستخدم فيه تماثيل مشروعه كرمزيات بداخله، مؤكداً على عمله على ذلك من خلال كتابة رواية تحوي ذلك أملا في تحويلها إلى فيلم.
