في الوقت الذي كثر فيه جرائم الإخوة على غرار «قابيل وهابيل»، وتعددت وقائع مقتل الأخ على يد أخيه، طلت علينا واقعتان في محافظة الفيوم ضربتا المثل في الأخوة، وطبقتا قول الأخ الصالح خير من نفسك، والآية الكريمة «سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ» خلال 24 ساعة فقط، كانت الأولى بقيام شاب في مقتبل العمر بالتبرع لشقيقه بفص من كبده لينقذ حياته، بينما لفظ شقيق آخر أنفاسه حُزناً على وفاة شقيقه حيث توفي الاثنان في ساعة واحدةً، وكأنّه أبى أن يترك شقيقه يبيت في القبر بمفرده.
وفاة شقيقين في أقل من ساعة
أثارت واقعة وفاة شقيقين في ساعة واحدة، استغراب أهالي محافظة الفيوم، الذين لم يتوقعوا ارتباط شقيقين بتلك الطريقة لدرجة أنّهما يعيشان معاً ويموتان معاً ويدفنان في آن واحد، حيث لفظ شاب يدعى رمضان عبد المجيد المهرة، 32 سنة، أنفاسه الأخيرة حزناً على فراق أخيه، فور تلقيه نبأ وفاة شقيقه الأكبر عبد السميع نظراً لارتباطهما الشديد، فيما جرى نقلهما إلى مسقط رأسهما بقرية الحامولي بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتغسيل الشقيقين وتكفينهما معاً ودفنهما في قبر واحد، وسط استغراب الجميع، والدعاء لهم بالرحمة والمغفرة، ولأسرتهم بالصبر والسلوان.
شاب ينقذ حياة شقيقه بفص كبد
على جانب آخر، منح شاب في مقتبل العمر يدعى محمد العيسوي، الحياة لأخيه أحمد، بعدما تبرّع له بفص كبد إثر إصابته بتليف في الكبد، قائلاً إنّه لو أخذوا جهازه الهضمي كله فلن يوفي شقيقه حقه، حيث جرى احتجازهما وإجراء عملية جراحية معقدة لأخذ فص كبد من الأخ السليم، وزرعه للأخ المريض.
وعقب انتهاء عملية نزع وزرع فص الكبد، جرى إيداع الشقيقين في غرف العناية المركزة لحين استقرار حالتهما الصحية والتصريح لهما بالخروج، فيما طالب صديقهما عمرو زيد والمرافق لهما بالمستشفى بالدعاء لهما قائلاً إنّ الشقيقين لا يزالان يحتاجان إلى دعاء الجميع ليتم شفاؤهما وتنجح العملية، ويعودان لممارسة حياتهما بصورة طبيعية مرة أخرى.
فرحة بين الأهالي بالشباب الأربعة
وتسببت الواقعتان في حدوث فرحة عارمة وتفاؤل بين أهالي محافظة الفيوم، الذين نصحوا بعضهم البعض بالاقتداء بهؤلاء الشباب، والتخلي عن النزاعات، وحل الخلافات والمشاكل الأسرية بين الأشقاء، والعودة إلى الفطرة التي فطرهم الله عليها وصلة الرحم، بدلاً من القطيعة بين الأشقاء لأسباب دنيوية واهية.
