6 أيام مرت وكأنّها 6 عقود على والدة القبطان المفقود سامح سيد، لا تفعل شيئاً سوى أن تدعو الله ليلاً نهاراً أن يرد ابنها إليها ويبرد نار قلبها، فيما أبكى غرق القبطان سامح، جميع أهالي محافظة الفيوم بالكامل من يعرفه ومن لا يعرفه بسبب قصته المأساوية، حيث نشأ يتيم الأب، وأفنت والدته عمرها في تربيّته بعد وفاة زوجها الذي ترك لها سامح وشقيقته التوأم أميرة، ودفعت كل ما تملك لتحقيق حلم ابنها بأن يصبح قبطان بحري، وينتهي تفانيها بمأساة قبل أن تفرح به قبطاناً.
القبطان المفقود سامح سيد
درس القبطان سامح سيد ابن محافظة الفيوم، في الأكاديمية البحرية الأردنية، وأنهى دراسته قبل أشهر قليلة، وعاد إلى مصر واحتفل بتخرجه برفقة شقيقته ووالدته وأصدقائه، قبل أن يسافر في شهر فبراير المُنقضي إلى اليابان للحصول على دورة تدريبية على إحدى السفن ليبدأ عمله كقبطان بحري، ومكث أسبوعين في أحد الفنادق حتى صعد على ظهر السفينة التي فوجئ بكونها متهالكة للغاية ومهددة بالغرق.
أوامر صاحب السفينة بالإبحار
حاول سامح سيد الشهير بـ القبطان المفقود أنّ يقنع قبطان السفينة بعدم الإبحار بها إلا أنّه أصر على تلبية أوامر صاحب السفينة، وتحركوا بالسفينة ولكنها سرعان ما تسربت المياه إليها من كل مكان، فاضطروا إلى التوقف بالمالديف لإصلاحها وفقاً لرسائل سامح لشقيقته وأصدقائه.
إصلاح ما يمكن من السفينة
جرى إصلاح بعض الأعطال التي لا تسمن ولا تغني، فالسفينة شديدة التهالك، محملة بحمولة ثقيلة من الحديد، أعمدتها شديدة التهالك، الثقوب تتخلل أخشابها من كل حد وصوب، الأمر الذي جعل قبطان الفيوم سامح يطالب الجميع بالدعاء له ويخبر أصدقائه أنّ تلك المركب ستغرق وأنّه سيموت فيها، مُطالباً شقيقته بعدم إخبار والدته حتى لا تقلق.
غرق السفينة في المحيط الهندي
أبحر القبطان بالسفينة وعلى متنها عدد من البحارة أبرزهم اثنين مصريين أحدهما القبطان المفقود سامح سيد، والقبطان محمد جمال، وأثناء وجودها في منتصف المحيط الهندي، فوجئ طاقم السفينة بتحطم الأعمدة وتسرب المياه من كل مكان وهو الأمر الذي اضطرهم للقفز في المياه ليستقلوا زودياك صغير، وأثناء استقلالهم له جذبت الأمواج القبطان سامح سيد، فقفز خلفه القبطان محمد جمال لإنقاذه ولكنهم لم يعودا فيما نجا باقي أفراد طاقم السفينة لينجو بحياتهم من العاصفة وارتفاع الأمواج، وفقاً لقبطان السفينة زكريا أوسطة.
القبطان يتواصل مع شقيقة «سامح» بعد الحادث بأيام
وقالت أميرة سيد توأم القبطان المصري المفقود سامح سيد، في تصريحات خاصة لـ «الوطن»، إنّها فوجئت باتصال من قبطان السفينة زكريا أوسطة، الثلاثاء المُنقضي أخبرها خلاله بغرق شقيقها هو والقبطان المصري محمد جمال في يوم الجمعة، وأنّهم لم يتمكنوا من انتشال جثتيهما، وأن تحتسب شقيقها عند الله شهيداً.
سامح سيد أصبح حديث الجميع
سرعان ما انتشرت قصة سامح سيد القبطان المفقود، عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب الجميع بالبحث عنه وإعادته لوالدته وشقيقته سواء حياً أو ميتاً، فيما طلبت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أوراق القبطان المفقود سامح سيد، وتواصلت مع السفارة المصرية في الأردن لإتخاذ اللازم، إلا أنّه لا أنباء حتى الآن حول القبطان المفقود.
