جنود مجهولون، يتحركون على الشاطئ بصعوبة، تغوص أقدامهم في الرمال وهو يجمعون مخلفات المصطافين من على الشواطئ، ينحنون بين الحين والآخر إلى الأرض لالتقاط شيء ما تركه المصطافين، وبمجرد أن ترتفع عيونهم عن الرمال، تظهر عليهم حجم المشقّة والتعب، حتى أنّ لسان حال عمال نظافة الشاطئ أضحى يردد مع الوقت «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء».
معاناة عمال النظافة
مشهد المعاناة، أبرزته الإدارة المركزية للسياحة والمصايف في الإسكندرية، من خلال عرض مشاكل عمال نظافة الشواطئ في مقطع مصور، مطالبين المصطافين وغيرهم في المحافظة، بالحفاظ على الشواطئ وعدم إلقاء المخلفات.
«عزيزي المصطاف، أنا عامل نظافة الشاطئ، اعتبرني ابنك أو أخوك أو أبوك، يرضيك برضو أبوك ينحني طول اليوم عشان يلم مخلفات وزبالة أنت سايبها؟».. هكذا كان تعليق أحد عمال النظافة التي نقلت الإدارة أصواتهم إلى المصطافين، بحسب البيان الذي أصدرته إدارة مصايف الإسكندرية.
لافتات تحذيرية، وبراميل للقمامة، وضعت مؤخرا بطول الشاطئ، كي يضع المصطافين مخلفاتهم بها، لكن الأمر لم يسير كما حلم به عمال النظافة، الذين ظنّوا أنّ البراميل واللافتات ستخفف انحناء ظهورهم على الشاطئ، فبدلا من أن يستخدم المصطافين ما وفرته إدارة المصايف، ألقوا بمخلفاتهم حول البراميل وتحت اللافتات، وكأنّهم لم يروا شيئا.
معاناة عمال النظافة على شواطئ الإسكندرية
استغاثات عمال النظافة في الفيديو لم تتوقف، قائلين: «عزيزي المصطاف، لو أنت حصل معاك أي مشكلة بمنتهى البساطة هتتصل بأرقام الشكاوى، وهيجيلك حقك في ساعتها وأنت مرتاح، لكن أنا هعمل إيه؟، الوضع بالنسبة لي مختلف، مليش حد أكلمه أشتكيك ليه ويجيبلي حقي، ببساطة أنت مفيش عليك رقيب غير ضميرك، طيب أنت تعرف إنّي بفضل ألم وراك طول اليوم، ومع ذلك لو المستأجر أو أي مرور لقيوا قمامة أنا اللي باخدلي كلمتين بالتقصير يكسروا النفس، ومش بعيد ينقطع عيشي، وأنا برضو رب أسرة ومحتاج الشغل ده».
حقيقة الغرامات على إلقاء القمامة
وأكدت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف في الإسكندرية، أنّها لا تريد فرض غرامة على المصطافين، بل ترغب في تغيير السلوك بشكل إنساني نابع من الضمير وليس خوفا من الغرامات، مؤكدين أهمية توعية أطفالهم بعدم إلقاء أوراق الحلويات في الأرض وأن يعلمونهم أن ذلك ثواب.
