قال السفير نبيل فهمي وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس الراحل أنور السادات عندما حضر حفل زواجه دعا نائبه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، موضحًا: «بمعنى آخر، اتصل بوالدي وقال له أرجو أن تدعو قائد القوات الجوية، فوافق والدي، وفسر السادات موقفه بأنه سيعينه نائب رئيس الجمهورية، وبالفعل دعاه وحضر الزفاف، ثم عمل في مكتبه بعدها بنحو 6 أو 7 أشهر».
الرأي والرأي الآخر في حياة نبيل فهمي
وأضاف فهمي، خلال حواره مع الإعلامية قصواء الخلالي، مقدمة برنامج «في المساء مع قصواء»، على قناة«CBC»: «عشت في دول كثيرة، وبالنسبة لي التغيير أمر طبيعي، والرأي والرأي الآخر أمر طبيعي والتوافق أمر طبيعي، لا أخجل إطلاقا أن أتحاور وأتناقش مع أي شخص في أي موضوع، فلا أتعجب من أي شخص، وهذا الأمر جعلني شديد الحماس في صد أي مساس بمصر حتى عندما كنت في مرحلة الدراسة، وقد يكون هذا الأمر وراء قراري في دخول سلك الخارجية، حيث لم تكن رغبة الوالد متمثلة في هذا الأمر».
وتابع وزير الخارجية الأسبق: «لما دخلت الخارجية، كان السؤال في ذهن الناس أن والدي سيساعدني، ولكن والدي وزير الخارجية الأسبق صمم أن أقوم بعمل تجارب كثيرة جدا، بعدها بأقل من سنة ونصف استقال والدي، وعندها ظن البعض أنني سأتعرض للظلم، لكن ما حدث أنني لم أجامل ولم أظلم، لكني عوملت بقدر كبير جدا من المصداقية والموضوعية».
نبيل فهمي يتحدث عن والده
وتحدث السفير نبيل فهمي وزير الخارجية الأسبق، عن والده السفير إسماعيل فهمي وزير الخارجية الأسبق، موضحًا: «لم يكن لديه منطقة رمادية في حياته، كان كل شيء واضح ويتخذ قراره حتى لو سيتحمل الثمن، فبداية معرفته بالسادات أنه أعلن تحفظه حول اقترابنا من الاتحاد السوفييتي أكثر من اللازم، فمنحه السادات إجازة دون راتب، وطلب منه أن يبقى في البيت، لأنه كان وكيل وزارة يعلن موقفا مختلفا عن موقف الدولة».
وأضاف فهمي، «بعدها بـ6 أشهر كان يرغب السادات في تغيير السياسات فطلب منه العودة إلى العمل وعينه سفيرا في ألمانيا، وقبل أن يذهب إلى ألمانيا عينه وزيرا للسياحة ثم الخارجية».
وتابع وزير الخارجية الأسبق: «هذا الأمر يحسب للرئيس السادات، حيث كان في البداية معترضا على الموقف الصريح لوكيل الوزراء، ولكن عندما اقتنع استدعى وكيل الوزارة ذاته لكي يكون معه في التوجه الجديد وهو من عينه وزيرا، وبعدها عملا لمدة 4 سنوات واختلفا في بعض الأمور، ولكنها كانت خلافات محتملة، وعندما اختلفا جذريا في مسألة الذهاب إلى القدس انسحب والدي، وعندما حاول البعض الوساطة لإقناعه عن العودة، قال السادات طالما إسماعيل مشي يبقى مش راجع، ورغم ذلك لم يتعرض أحدهما للآخر سلبيا، وهذا يحسب لكل منهما».