بين الحين والاخر تطل علينا ظواهر غربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان آخرها «ورق التاروت»، أو ما يُعرف بـ «الطالع»، وهي عبارة عن مجموعة من أوراق اللعب تضم عددًا من الرموز وتستخدم من قبل القارئ بغرض التكهن والتنبؤ بالمستقبل.
صفحات وجروبات على السوشيال ميديا لقراءة التاروت
وتداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأفكار حول أوراق التاروت من خلال الصفحات والجروبات على مختلف منصات السوشيال ميديا والتي تضم آلاف الأعضاء من بينهم المتفاعلين وغير المتفاعلين.
وتقدم تلك الصفحات قراءة أوراق التاروت نظير مقابل مادي يتم تحديده بناء على ما يود الشخص معرفته سواء في الحياة الاجتماعية أو العاطفية أو العملية.
ووصل الأمر إلى إنشاء قنوات على موقع اليوتيوب يصل المشتركين فيها لأعداد كبيرة، يبث من خلالها قارئ التاروت قراءته لمتابعيه وما توصل إليه، كما ظهرت بعض خبراء التاروت في البرامج التلفزيونية المختلفة لشرح ما يقومون بفعله والتنبؤ بالمستقبل.
قراءة أوراق التاروت تتم من خلال جلسات خاصة
ويعتقد القائم على تلك الفكرة أنها انعكاس خارجي لحالات الفرد الداخلية من الناحية النفسية والعاطفية والعملية، ومن خلال الجلسات الخاصة بقراءة ورق التاروت، تتضح الحالة العقلية الخاصة بالشخص، ويتم الكشف عن ذلك من خلال الأوراق التي يقوم الشخص باختيارها، فهي بذلك تعكس كل ما داخل الشخص وتتصل به من الناحية العاطفية أيضا كما يعتقد العرافون.
في المقابل، رد الدكتور عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على هذا الأمر، بأن أمور التنبؤ بالغيب أو ادعاء معرفة المستقبل مُحرمة شرعا مهما كانت الطريقة المستخدمة في ذلك سواء كانت أوراق التاروت أو غيرها، والشرع سن ضوابط لمسألة التنبؤ بالغيب والمستقبل، فلا يعلم الغيب إلا الله.
الإيمان بالغيبيات ركن من أركان الإيمان
وأضاف «هندي»، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن الإيمان بالغيبيات ركن من أركان الإيمان التي يكتمل إيمان المسلم العاقل بها، فعندما سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال: «الإيمانُ أن تؤمنَ باللهِ وملائكَتِه وكتبهِ ورسلهِ، وتؤمنَ بالجنةِ والنار والميزانِ، وتؤمنَ بالبعثِ بعد الموتِ، وتؤمنَ بالقدرِ خيرهِ وشره».
وتابع: «لذلك يجب على المسلم الصحيح الابتعاد عن تلك الأمور ولا يخلط بينها وبين العلوم الاستشرافية التي تُبنى على قواعد علمية محددة ومعروفة مثل الأرصاد الجوية، لأنها أمور تأخذ من الواقع العلمي وتقدم رؤية للناس، أما الغيب فلا يعلمه إلا الله».
أمور التنبؤ بالغيب محرمة شرعا
ولفت عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إلى أن طرق الاطلاع على الغيب أو التنبؤ بالمستقبل سواء كانت أوراق التاروت أو غيرها، هي أمور محرمة شرعا لأنه يخلق حالة من التواكل والتشاؤم لدى الناس.