في تمام الساعة الـ9 مساء، على مقعد متهالك داخل أحد مكاتب المحامين بالأحوال الشخصية بمصر القديمة، جلست فتاة في منتصف العشرينيات من عمرها، يتبين عليها عدم الاتزان بسبب سوء حالتها النفسية، حيث قررت أن تنصت لعائلتها، وترحم نفسها من العذاب الذي تعيش فيه منذ 5 سنوات، وتتحلى بالشجاعة وتذهب لمحكمة الأسرة، تاركة الخوف وراء ظهرها لتطلب الرحمة من القاضي، ليطلقها من زوجها الذي ينقض عليها ببراثنه كل يوم.
باع شقة الزوجية بعد 3 أيام
داخل غرفة لا تتعدي عدة أمتار عاشت «كريمة. ص» مع حماتها، بعد أن أجبرها زوجها على بيع شقة الزوجية والعيش في منزل أهله بعد 3 أيام من زواجهما، ورغم أنّها رضيت بالواق لكنه لم يراعِ ذلك، فبعد أن أوهمها بالحب والغرام وهي في عمر الـ16، وتركت تعليمها من أجله لتتزوج به، تقدّم لها واستمرت خطبتهما 4 سنوات حتى تمكن من شراء شقة وتجهيزها، وفقًا لحديث الزوجة المكلومة لـ«الوطن»
قبل 5 سنوات كانت تعيش الفتاة رفقة زوجها وكانت تعتقد أنّها ستعيش في نعيم كما وعدها قبل الزواج، لكنها رأت الجحيم بعينيها، وتحولت حياتها لماسأة بعد انتقالها إلى منزل عائلته الذين تلذذوا بإهانتها طوال الوقت، لكنها كانت تتحمل من أجل حبه، رغم عيشها في غرفة صغيرة كانت تختنق داخلها طيلة الليل والنهار، ومع الوقت بدأ يجبرها على خدمتهم ومع كل طلب يضربها علقة موت حتي وإن نفذته، حسب رواية «كريمة».
كريمة: هو وأهله بيضربوني وبصحي على كوابيس
التقطت كريمة أنفاسها المتقطعة، وقالت: «كنت بضّرب ليل ونهار، وساكتة عشان مطلقش، وبعد ما حملت افتكرت إنّهم هيرحموني من عذابه على الأقل علشان الطفل لكن بقوا يضربوني وأنا حامل، وبعد ما ولدت بقوا يضربوني قدام ابني لحد ما يفضل يصرخ، ومن فترة جاتلي حالة نفسية صعبة وبقيت أحلم بكوابيس إنهم بيضربوني وأصحى مفزوعة وأعيط زي العيال الصغيرة، وبعدها أهلي أجبروني أسيبه وأعيش معاهم، وطبعًا رفض يطلقني وهددني بالولد».
وبعد فترة طويلة وشجارات أرقت حياتها وزادت نفسيتها سوء قرر أهلها أن يلجأوا لمحكمة الأسرة بمصر القديمة، وأقاموا ضده دعوى طلاق للضرر حملت رقم 1093.