قصة حب بعد الستين في الشرقية.. العريس 85 سنة والعروس 70: «لقينا الونس» – المحافظات – بوابة مشاهير

إسلام جمال2 أغسطس 2022 مشاهدة
قصة حب بعد الستين في الشرقية.. العريس 85 سنة والعروس 70: «لقينا الونس» – المحافظات – بوابة مشاهير

الحب لا يعرف المستحيل، ويقتحم القلوب دون طرق أبوابها، لا يختار توقيتا محددا، وإنما يسري في القلب مسرى الدم في العروق، لا يفرق بين شاب أو عجوز، وهو ما نسجته قصة واقعية للسيدة هدى، 70 عاما، والحاج إبراهيم، 80 عاما، في إحدى قرى الشرقية. 

السيدة هدى عروس سبعينية

«دمّي راق له، وحسيت إن ربنا بعته ليّ قبل العمر ما يخلص، علشان يعوضني عن سنين فاتت، ويكون لي في أخر أيامنا، سندي وأبويا وأخويا، وإتجوزنا بعد الستين، بقيت بنته وونيسته وأمه وبقالي الأمان، ولا بيعز عني الجنيه»، بهذه الكلمات بدأت العروس السبعينية السيدة «هدى» حديثها لـ«الوطن». 

التقت هدى زوجها الحاج إبراهيم بعد الستين، وجمعهما الزواج والحب والود، بعدما بحث الحاج إبراهيم طيلة 3 سنوات عن ونيسة بعد وفاة زوجته الأولى، التي دامت العشرة بينهما أكثر من 50 عاما.

الحاج إبراهيم: عشت 3 سنين بعد رحيل زوجتي ما فيش حد واخد بحسي 

يقول الحاج «إبراهيم»، شيخ خفر، وأحيل للمعاش منذ أكثر من 20 عاما، إنه كان محبا لزوجته الراحلة أم أبنائه الأربعة، والتي توفت بعد أداء مناسك العمرة في السبعين من عمرها، معلقا: «تهت من بعدها وكانت بناتي كل واحدة تخدمني يوم، لكن مش لاقي فيهن ريحة ولا شطارة أمهم، وغير أنهم مشغولين بحياتهم».

ويضيف العريس الثمانيني: «كل قناة مزحومة بميّتها، عشت 3 سنين بعد زوجتي وحيد، لا هدمة جاهزة ولا لقمة موجودة، وآخر الليل ما فيش حد يسمعني ولا ياخد بحسي»، لافتا إلى أنه طالب أبنائه بالبحث عن زوجة تناسبه، إلا أنه رأى رفضًا مخفيا منهم، غيرة على أمهم الراحلة، إلا أنه قرر ألا يكمل بقية أيامه وحيدا بين أربعة جدران.

وعقد الحاج إبراهيم العزم على الزواج وبالفعل بدأ بالبحث بمساعدة نجلتيه وبعض قريباته، وفي أحد الأيام بعد البحث المضني وجدت إحدى بناته المطلوب، وزفّت له البشارة بوجود عروسة، وهي الست «هدى» التي تقيم بعزبة البيه بمركز ههيا بمحافظة الشرقية، ولم يكذّب خبرا، وذهبوا جميعا في زيارة لها، لخطب ودّها.

الزواج الثالث للعروس

وتشير العروس السبعينية إلى أنها تزوجت منذ أكثر من نصف قرن، أول أزواجها الذي أنجبت منه فتاة، لكن الحياة لم تدم بينهما طويلا، ترملت وتيتمت ابنتها، وتشير إلى أنها تزوجت في سن الـ19 من عمرها، وكان أهل بلدتها يرون أن رغم جمالها تزوجت في سن كبيرة.

مرت الأيام وتقدم لخطبتها رجل متزوج ولديه 6 أبناء ويكبرها بأعوام كثيرة، وافقت لتربي ابنتها كونها أرملة ومن العادات حينها في بلدتها أن تقبل الأرملة بما هو متاح وتقبل بأي ظروف وعروض، تتابع: «كانت مراته في بيته وعنده أولاده وعشت، وربيت له الأولاد وكأني أمهم ولسه بيودوني حتى بعد زواجي من راجل غير أبوهم».

هدى: الحاج إبراهيم يليق به أن يكون فتى أحلام 

وتوضح السيدة «هدى» أنها كانت قبل نحو 50 عاما ترى أن الحاج إبراهيم رجل يليق به أن يكون فتى أحلامها رغم أنه يكبرها بأعوام عديدة، كان صاحب شخصية قوية وله اسم محترم وسمعة طيبة بين أبناء القرية، وكانت تلتقي به في الحقول وقت عملهما سويا في «الدودة»، وتفاجأت بالأقدار التي جمعته بها بعد عشرات السنين، ليصبح عريسا لها، وتمت الزيجة خلال أسبوعين، لتكمل 3 أعوام من الحب والمودة. 

ترى السيدة هدى أن الزواج كان له انتعاشة جديدة بعد الستين، لافتة إلى أنها تزوجت لتجد الونس والاحتواء، معلقة: «كان ليا معاش بقبضه، ومكنش همي الفلوس، كنت عايزة راجل حنون وربنا رزقني بيه، ما بيعزش عليا الجنيه، وهو أبويا وأخويا، دا غير إنه لسه بيكافح وبيشتغل فلاح في أرضه». 

بينما قال الحاج إبراهيم أنها مخلصة وفية لم ير سوى حبها له وراحته معها طيلة 3 سنوات، وتابع: «لو كل راجل أو ست بعد موت زوجه اعتكف وبعد عن الحياة مش هيقدر يكمل، ولا بد يلاقي في السن الكبير ونيس وحد يحس بيه، لأنه له حق يعيش مرتاح ولو أولاده رفضوا».

ابنة الحاج إبراهيم عن السيدة هدى: حنونة ومهذبة ورقيقة القلب 

وقالت «أم محمد» الابنة الكبرى للحاج إبراهيم إنها كانت تسعى لإيجاد زوجة لوالدها، إلا أنها لم تكن سعيدة وكانت في قلبها غصة، ولكن تفاجأت أنها أصبحت تحب زوجة أبيها المسنّة كما لو كانت أمها، فهي حنونة ومهذبة ورقيقة القلب كما أنها تعامل أبيها بكل الحب وجعلته مكتفيا لا حاجة لسؤال أقرب الناس له خدمة أو عونا.

واختتما الزوجان حديثهما، إذ دعت الزوجة المسنّة التي تمتزج بملامحها البراءة والطيبة أن يحفظ الله زوجها وأن يجعل يوم رحيلها قبل يوم رحيله من الدنيا، وأن يتم شفائها من جلطة أصابت إحدى عينيها، في حين كان رجاء الزوج الطيب أن يجمع الله بينهما في أرض الحرم لأداء مناسك الحج، فهذه أكبر أمنياته.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل