استعاد نجم باريس سان جيرمان الفرنسي نيمار بريقه ورغبته الجامحة بقيادة البرازيل في مونديال قطر 2022، متألقاً خلال فوز “سيليساو” على غانا 3-صفر يوم الجمعة في مدينة لوهافر الفرنسية، ضمن استعداداتها للاستحقاق الكروي العالمي.
يؤكّد النجم البرازيلي عودته إلى قمة الكرة المستديرة، مقترباً أكثر فأكثر من الرقم القياسي لعدد الأهداف مع منتخب “راقصي السامبا” بحوزة الأسطورة “الملك” بيليه (77 هدفاً مقابل 74).
من الصعب التعرّف على نسخة “نيمار” الحديثة حيث بدا أكثر انغماساً وحِدةً مع بداية الموسم الجديد بقميص ناديه الباريسي، وذلك عندما نتذكر اللاعب الذي كان يعاني في خريف 2021، خلال تلك الفترة، تخبط بين تراجع مستواه والاصابات، وقدّم خلال التعادل السلبي أمام كولومبيا صورة باهتة وشاحبة بالقميص الأصفر مع تمريرات خاطئة ومراوغات فاشلة وقلّة حيوية.
وللتخلص من عذاباته، صرّح “ني” في وقت لاحق أن كأس العالم في قطر ستكون ربما “الأخيرة بالنسبة له، بسبب افتقاره لـ “الذهنية” من أجل “تحمّل المزيد من كرة القدم”.
وقع تصريح النجم البرازيلي كالصاعقة على رؤوس أبناء جلدته، حيث تنظر جماهير السامبا إلى ابن الـ 30 عاماً كقائد جيل بكامله، وكمهاجم قادر على قيادة المنتخب الوطني لتتويج عالمي سادس، على الرغم من سجل لا يرصعه حتّى الآن سوى الفوز بكأس القارات عام 2013 والميدالية الذهبية الأولمبية (2016)، في حين غاب عن التتويج بمسابقة كوبا أميركا عام 2019 للاصابة. ولكن في عام واحد، تبدّل كل شيء.
طرد نيمار الذي كان النادي الباريسي مستعداً للتخلي عنه هذا الصيف لو تلقى عرضاً مناسباً، الشكوك والاشباح التي لاحقته من أجل أن يتسلم مجدداً زمام القيادة، ففي 11 مباراة خاضها في مختلف المسابقات هذا الموسم، سجل 11 هدفاً ومرر 8 كرات حاسمة، في حين كان أيقونة سانتوس السابق قد خرج للتو من أقل موسم غزارة في مسيرته على الصعيد الفردي.
أثنى مدرب سان جيرمان الجديد كريستوف غالتييه على مهاجمه مشيراً إلى “التوازن الذي يجلبه في قلب الثلاثي الهجومي “أم أن أم” مع (الأرجنتيني) ليونيل ميسي وكيليان مبابي: نيمار بمقدوره أن يكون هذا اللاعب الذي يملك صفات أفضل تراجع مدافع”، في اشارة إلى أنّ البرازيلي لا يتردد في تكرار مجهوداته.
أضاف غالتييه “كنت أدرك انه من اللاعبين الكبار، أكتشف الآن أنه محترف كبير”.
وبدوره، أشاد مدربه تيتي بالعمل الذي قام به نيمار مع مدربه البدني ريكاردو روسا لتسلق المنحدر، قائلاً في المؤتمر الصحافي الذي عقده في لوهافر قبيل ودية غانا “تهانينا، نيمار! تهانينا ريكاردو روسا! تهانينا باريس سان جيرمان!”.
تابع تيتي “يرتبط الأداء الفني لكل من الرياضيين والمحترفين الاستثنائيين بسرعة تفكيرهم وتنفيذهم. يجب أن تكون السرعة والتنفيذ متزامنين، وفي حالته، هما كذلك. حالياً، هو يحلّق”.
ومع نيمار وجيل جديد يمتاز بجينات هجومية، على صورة كل من نجم ريال مدريد الإسباني فينيسيوس جونيور، ومواطنه برشلونة رافينيا وجناح توتنهام الانجليزي ريشارليسون، بامكان البرازيل أن تكون على موعد مع تكريس عالمي جديد، بعد 20 عاماً من اللقب الأخير في مونديال 2002.
ولكن من أجل الظفر بالنجمة السادسة، يتوجب على البرازيل بداية أن تحجز بطاقة التأهل من المجموعة السابعة التي تضم كلاً من الكاميرون وصربيا وسويسرا في مونديال قطر المقام من 20 نوفمبر حتّى 18 ديسمبر.
منتخب البرازيل الذي يلاقي تونس أيضاً الثلاثاء في فرنسا، لم يذق طعم الخسارة خلال تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة إلى قطر والذي تصدر المجموعة المشتركة، وسيحصل على فرصة المداورة في اسلوبه خلال المباريات الاعدادية.
حذّر المهاجم الباريسي في خريف 2021 عالم الكرة المستديرة قائلاً “سأفعل كل شيء لأصل (إلى المونديال) بأعلى مستوى، وسأبذل كل شيء من أجل الفوز مع بلادي، لتحقيق حلمي الأكبر مذ كنت صغيراً. آمل في أن أتمكن من تحقيق ذلك”.