مع نهاية الحرب العالمية الثانية، لم يتردد القائد السوفيتي، جوزيف ستالين، في ملاحقة العديد من القادة العسكريين بالجيش الأحمر الذين ساهموا في صناعة نصر الاتحاد السوفيتي ضد ألمانيا. وإضافةً للمارشال غريغوري جوكوف (Georgy Zhukov) الذي جرّد من رتبه العسكرية ونفي ليصبح مسؤولاً أمنياً على إقليم بإحدى المناطق النائية من الاتحاد السوفيتي، يذكر التاريخ المسؤول، الأرميني الأصل، بسلاح الجو السوفيتي المارشال سيرغي خودياكوف (Sergueï Khudyakov) الذي وجد نفسه على منصة الإعدام عام 1946 بعد اتهامه بالخيانة.
خلال العام 1908، انتقلت عائلة سيرغي خودياكوف، المولود يوم 7 يناير 1902، نحو عاصمة أذربيجان باكو للعمل بمصفاة النفط المملوكة لرجل الأعمال الروسي ألكسندر مانتاشيف (Alexander Mantashev). وبباكو، تلقى خودياكوف تعليمه واتجه عام 1918 للكتابة لصالح صحيفة إسكرا (Iskra).
وأثناء تواجده بباكو، التحق سيرغي خودياكوف بالبلشفيين وساهم في إعادة تنظيم صفوف الحرس الأحمر بالعاصمة الأذربيجانية. وبالحرب الأهلية الروسية، قاتل خودياكوف بجوار البلشفيين والتحق بإحدى فرق الخيالة. ومع نهاية الحرب، انضم هذا الشاب ذو الأصول الأرمينية عام 1929 لأكاديمية تفليس للخيالة قبل أن يلتحق فيما بعد بأكاديمية الطيران بموسكو.
بحلول العام 1936، تخرّج سيرغي خودياكوف وحصل على شهادته بعد أن تفوق على العديد من زملائه. وبفضل ذلك، تولى الأخير عام 1937 قيادة مركز العمليات بسلاح الجو قبل أن يعين رئيساً للقسم اللوجيستي بسلاح الجو السوفيتي.

جانب من القوات السوفيتية بمعركة كورسك
أثناء فترة الحرب العالمية الثانية، تدرج خودياكوف بسلم رتب سلاح الجو ليبلغ في النهاية رتبة مارشال. وقد تزعّم العديد من الأقسام بسلاح الجو السوفيتي وقاد العديد من أسراب الطائرات خلال معارك كورسك (Kursk) ودنيبر (Dniper). وأواخر الحرب، شارك هذا المارشال، كقائد لسرب الطائرات الثاني عشر، بالمعارك التي أدت لهزيمة امبراطورية اليابان واستسلامها بالشرق الأقصى.
أيضاً، أمّن خودياكوف تنقلات العديد من القادة السوفيت لحضور مؤتمرات الحلفاء وكان حاضراً بمؤتمر يالطا كمستشار عسكري لجوزيف ستالين.

خودياكوف خلف ستالين بمؤتمر يالطا عام 1945
مع تزايد شعبيته، اعتقل المارشال خودياكوف يوم 14 ديسمبر 1946 ونُقل نحو سجون موسكو حيث وجهت له تهمة التخابر مع البريطانيين. إلى ذلك، استمرت التحقيقات والأبحاث حوالي 4 سنوات تعرض خلالها خودياكوف لشتى أنواع التعذيب بغية الحصول على اعترافات منه.
يوم 18 أبريل 1950، أصدرت المحكمة حكماً بالإعدام رمياً بالرصاص بحق خودياكوف نفّذ خلال نفس اليوم. وعلى إثر ذلك، اعتقلت السلطات السوفيتية زوجته وابنه الأكبر وأرسلتها نحو منطقة نائية بالبلاد.
عقب وفاة جوزيف ستالين، سُمح لعائلة خودياكوف بالعودة من المنفى أواخر شهر مارس 1953. وعام 1954، ألغت المحكمة العليا بالاتحاد السوفيتي الحكم بحق خودياكوف واعتبرته باطلاً بسبب نقص الأدلة. وبحلول منتصف الستينيات، أعاد الإتحاد السوفيتي الاعتبار لخودياكوف بشكل صوري معيداً له رتبة مارشال بسلاح الطيران والأوسمة التي حصل عليها أثناء حياته.