أمرت محكمة في موسكو، أمس الجمعة، بمصادرة مكاتب منظمة ميموريال في موسكو، وذلك بعد بضع ساعات من نيل المنظمة غير الحكومية جائزة نوبل للسلام إلى جانب ناشط بيلاروسي ومنظمة أوكرانية غير حكومية.
وقالت محكمة تفيرسكوي لوكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إثر محاكمة جديدة استهدفت المنظمة، إن المكاتب الرئيسية لميموريال في روسيا “تحولت ممتلكات عامة”.
مؤتمر صحفي للقيمين على منظمة ميموريال أمس في موسكو بعد نيلها جائزة نوبل للسلام
ومكاتب المنظمة في وسط موسكو تضم خصوصاً الخدمات الإدارية التابعة لها، وكانت تستضيف معارض منتظمة مفتوحة للعموم.
وقال ممثل لمحكمة تفيرسكوي إن ميموريال “ضالعة في إعادة تأهيل المجرمين النازيين، وشوهت سمعة السلطات، ورسمت صورة مغلوطة عن الاتحاد السوفيتي”، وفق ما نقلت وكالة “ريا نوفوستي”.
والمنظمة محظورة في روسيا منذ ديسمبر 2021، وتعتبر رمزاً للدفاع عن الحريات وذاكرة للقمع السياسي في البلاد في زمن الاتحاد السوفيتي السابق.
ومُنحت جائزة نوبل للسلام، الجمعة، وتقاسمتها مع الناشط البيلاروسي اليس بيلياتسكي، والمركز الأوكراني للحريات المدنية.
ووثّقت منظمة “ميموريال” لثلاثة عقود، حملات التطهير الستالينية ثم عمليات القمع في روسيا المعاصرة.
وكان القضاء الروسي أعلن، الشتاء الماضي، حل “ميموريال” لانتهاكها قانوناً حول “العملاء للخارج”، في قرار اعتبرته المنظمة غير الحكومية سياسياً.
وشكّلت هذه المنظمة أحد أعمدة المجتمع المدني في روسيا ورمزاً لإرساء الديمقراطية في تسعينيات القرن الماضي.
أرشيف منظمة ميموريال في مقرها بموسكو
ومن الجرائم الستالينية إلى الانتهاكات في الشيشان، كانت المنظمة التي أسسها في 1989 منشقون سوفيت بينهم أندريه ساخاروف الحائز على جائزة نوبل للسلام، موثوقاً بها عبر تحقيقاتها الدقيقة.
وعُرفت المنظمة في الغرب حيث أصبح لها مكانة كبيرة، خصوصاً بسبب عملها في الشيشان، الجمهورية الروسية الواقعة في القوقاز والتي شهدت حربين. ومنحت جائزة ساخاروف من البرلمان الأوروبي في 2009.
وفي 2009 خُطفت رئيسة المنظمة غير الحكومية في الشيشان ناتاليا إستيميروفا في وضح النهار، وقتلت برصاصة في رأسها في غروزني.
