اعتقلت السلطات الإيرانية، الأحد، البروفسور داريوش فرهود، أحد أهم العلماء البارزين والمُلقب بأب علم الجينات، البالغ من العمر 85 سنة، بعد تصريحاته التي انتقد فيها التصرفات الهمجية ضد النساء في إيران.
وأحدث الخبر هزة في المجتمع الايراني، وخاصة بين الأكاديميين، بسبب المكانة العلمية الرفيعة والبارزة للمعتقل.
وفي ملف حقوق النساء، حثت طهران دول العالم، الإثنين، على عدم حضور اجتماع تنظمه الولايات المتحدة في الأمم المتحدة عن الاحتجاجات في إيران التي أشعلتها وفاة شابة في حجز الشرطة. واتهمت طهران، واشنطن بتسييس حقوق الإنسان.
وستعقد الولايات المتحدة وألبانيا اجتماعا غير رسمي لمجلس الأمن الدولي، الأربعاء، يمكن لجميع أعضاء المنظمة الدولية حضوره. وستتحدث أمام الاجتماع الإيرانية شيرين عبادي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، والممثلة والناشطة نازانين بونيادي، الإيرانية المولد.
وكتب سفير إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد عرافاني، في رسالته الموجهة للدول الأعضاء في المنظمة الدولية أن “الولايات المتحدة ليس لديها قلق حقيقي وفعلي بشأن وضع حقوق الإنسان في إيران أو في أي مكان آخر”.
من الاحتجاجات في طهران تنديدا بموت مهسا أميني (أرشيفية- رويترز)
ووصف الاحتجاجات بأنها قضية داخلية، وحذر من “نتائج عكسية فيما يتعلق بتعزيز حقوق الإنسان” إذا ناقش مجلس الأمن الدولي هذه القضية.
وذكر عرافاني أن “الولايات المتحدة تفتقر للمؤهلات السياسية والأخلاقية والقانونية المطلوبة لعقد مثل هذا الاجتماع، مما يشوه المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان”.
وتشهد إيران احتجاجات منذ وفاة الكردية مهسا أميني (22 عاما) في حجز لشرطة الأخلاق الشهر الماضي. وتحولت الاضطرابات إلى ثورة شعبية من جانب الإيرانيين من جميع طبقات المجتمع، مما يشكل أحد أكثر التحديات جرأة للقيادة الدينية في الجمهورية الإسلامية منذ ثورة 1979.
وتلقي إيران بمسؤولية الاضطرابات على كاهل أعدائها الأجانب وعملائهم في البلاد.
وقالت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن اجتماع الأربعاء يهدف إلى “تسليط الضوء على القمع المستمر للنساء والفتيات وأفراد الأقليات الدينية والعرقية في إيران”، وتحديد سبل تعزيز التحقيقات الموثوقة والمستقلة في انتهاكات حقوق الإنسان في إيران.
ومن جانبه، شكك عرافاني في التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن المرأة الإيرانية، ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى “الاعتراض صراحة على مثل هذه الممارسات المتهورة والخطيرة التي تحاول الولايات المتحدة من خلالها خلق مثل هذه السابقة الخطيرة وتسييس قضايا حقوق الإنسان من أجل تحقيق أجندتها السياسية”.