يحتفل محمد مجدى أفشة، صانع ألعاب النادى الاهلى، اليوم الأحد، بعيد ميلاده الـ”27″ فهو من مواليد 5 مارس لعام 1996، ونجح فى صناعة تاريخ لا ينسى في القلعة الحمراء، ولم يجد محمد مجدى أفشة، صانع أفراح الأهلى، طريقه مفروشًا بالورود أو مُمهداً ومُزيناً من أجل تحقيق أحلامه، بل كافح واجتهد، وعشق العمل من صغره ومساعدة والديه من أجل العيش فى ظل نشأته فى أسرة بسيطة، علم جيدًا أن نيل رضا الوالدين ودعائهما سيكون السبيل لاجتيازه جميع الأنفاق المظلمة التى قد تمحنه الحلم الكبير.
محمد مجدى أفشة ولد بقرية كومبرة، التابعة لمركز كرداسة بمحافظة الجيزة، وهو الثانى فى ترتيب إخوته الثلاثة، حيث يكبره شقيقه “طه” وتصغره شقيقتان.
شارك أفشة مع الاهلى في 165 مباريات بكل البطولات بإجمالى 11869 دقيقة، لعب نجح خلالها في تسجيل 32 هدفاً وصنع 33 هدف أخر وتلقى ثمانية كروت صفراء، وتُوج مع المارد الأحمر ببطولتين لدوري الأبطال الأفريقى ومثلهما للسوبر الأفريقى بجانب التتويج ببرونزية كأس العالم للأندية مرتين، بالإضافة للفوز بالدوري وكأس مصر مرة وكأس السوبر المحلى ثلاثة مرات
وشارك أفشة مع منتخب مصر في 20 مباراة دولية ونجح في تسجيل خمسة أهداف.
“أفشة”، الطفل الحالم كان يحتضن الكرة وهو نائم مع بلوغه السابعة من عمره، حيث بدأ تعلقه بالمستديرة فخطفت قلبه وسيطرت على مشاعره ووجدانه وعقله، ولكن تزامن ذلك مع مساعدة أسرته فى العمل، حيث سبق وقال فى تصريح تليفزيوني، “أنا مفيش حاجة ما اشتغلتهاش من صغرى، مكنش بقول على أى شغلانة لأ”.
وروى محمد مجدى أفشة ممارسته لأكثر من مهنة مختلفة، منها ميكانيكى سيارات وبائع للخضروات فى سوق قرية كومبرة، كذلك العمل فى بيع الطيور، حيث كانت ملاحقته للدجاج ومحاولته “القفش” بها سبب فى إطلاق اسم “أفشة” أو “قفشة” عليه.
نجم وصانع ألعاب الأهلي كان إنساناً بارًا بوالديه، فمع اقتحامه عالم الشهرة والنجومية بعد التوقيع للأهلى لم يبخل مطلقاً فى تلبية مطالب الأسرة، فمن أجمل ما قال فى تصريحات سابقة:” أتمنى أن أفعل كل شيء لأهلى ولوالدتى على الأخص، الآن لبيت لها كل ما تتمناه، ويبقى فقط أن أجعلها تعتمر وتزور بيت الله الحرام”.
وقضى أفشة 11 عامًا داخل أسوار نادى إنبى قبل أن يكون محط أنظار القطبين فى صيف 2019 بعدما خطى خطوة مميزة بانتقاله لصفوف نادى بيراميدز، واشتعل الصراع بين الأحمر والأبيض على مضه قبل أن يختار أن يكون فردًا داخل قلعة التتش ويوقع للأهلي
أفشة كان على موعد مع دخول التاريخ من أوسع أبوابه، ودون سطور المجد فى السابع والعشرين من نوفمبر من عام 2020، بصاروخ أطلقه فى الوقت القاتل سكن شباك الزمالك وأعلن عن اعتلاء الأهلى عرش أفريقيا بعد غياب دام 7 سنوات، ليصبح واحداً من أساطير قلعة الجزيرة، تتغنى جماهير الأهلى بإسمه، تحمله على الأعناق، يتصدر هدفه الشهير مواقع التواصل الاجتماعي، أفشة كان حديث الساعة والشارع الرياضى فى مصر منذ هذه اللحظة.
الطريف فى الأمر أن والدة “أفشة” شاهدت هدفه الذى أطلق عليه الأهلاوية “القاضية” فى نهائى القرن أمام الزمالك، فى منامها قبل 48 ساعة من المواجهة، ولكنها لم ترد إخباره.
ولم يكتفِ “أفشة” بذلك، فكان هدف “القاضية” هو بداية الانطلاق الحقيقية، والخطوة الأولى فى طريق الأمجاد والتاريخ، فعاد من جديد ليُدون اسمه بحروف من ذهب بل من ماس، ويسجل هدفًا يحسم به مباراة الأهلى أمام كايزر تشيفز ويقتل به طموحات وأحلام أبناء “مانديلا” بنهائى دورى أبطال أفريقيا، مكرراً السيناريو، مؤكدًا أن أهدافه الحاسمة باتت ماركة مسجلة فى تاريخ قلعة التتش ومصدر سعادة عشاق النادى الأحمر العريق.
محمد مجدى أفشة، صانع الألعاب الموهوب وتاجر السعادة فى الأهلي، لم يستسلم لبعض الظروف المحيطة حوله التى نشأ وسطها، فتمسك بالأحلام وآمن بموهبته وبتوفيق الله وأخذ بالأسباب حتى وصل إلى أهدافه المنشودة وأحلامه التى قد اعتقد البعض أن تحقيقها يندرج تحت بند المستحيلات.
المصدر : اليوم السابع