قالت رضا عبد الحميد، لـ”اليوم السابع”، إن زوجها توفى قبل 36 سنة، وترك لها 4 أبناء “3 إناث وذكر”، ورغم كونها غير متعلمة منذ صغرها إلا أنها كانت حريصة على تعليم جميع أبنائها الأربعة، فقررت ألا تتزوج وتكرث حياتها لخدمة أبناءها وتعليمهم وتربيتهم أفضل تربية، حتى حصل الأبناء الأربعة على مؤهلات عليا، “الابنة الأولى، بكالوريوس دراسات إسلامية، والابنة الثانية بكالوريوس دراسات إسلامية، والابنة الثالثة بكالوريوس دراسات إسلامية، والابن الرابع بكالوريوس لغة عربية”.
وأضافت الأم المثالية، أن زوجها كان يعمل في “السكة الحديد” ومن معاشه استطاعت أن تدبر نفقات المعيشة وتصرف على أبنائها، وكانت أكبر البنات 8 سنوات وأصغر الأبناء في عمر 3 سنوات، لافتةً إلى أنها رفضت كل عروض الزواج مخافة علي بناتها من زوج الأم، وتعرضت لضغط كبير من أهلها للزواج مرة أخرى، ولكنها رفضت وصمدت وبدأت رحلة الكفاح والعطاء نحو أبنائها.
وأوضحت الحاجة رضا، أنها أخذت تدبر وتوفر حتى استطاعت شراء ماكينة ” لحياكة الملابس ” لتساعدها علي توفير متطلبات الحياة مع معاش الزوج الذي كان لا يكفي متطلبات الأبناء، واهتمت الأم بتعليم أبنائها وحرصت على حصولهم جميعاً على مؤهلات جامعية، ومرت الأيام وكبر الأبناء وتحملت الكثير والكثير، وكانت تشد علي أيديهم إلي أن صاروا جميعاً إلي التعليم العالي وتخرجوا من الجامعة وحصلوا على مؤهلات عُليا ، وهي تنظر وتبتسم إليهم، مشيرةً إلى أنها واصلت كفاحها مع أبنائها حتى تزوجوا وما زالت ترعاهم حتى يصلوا إلي بر الأمان.
من جانبهم، عبر الأبناء عن سعادتهم بفوز والدتهم بهذا اللقب، واعتبروها أماً مثالية سواء أعلنتها جهات حكومية أو حتى لم تعلنها، مؤكدين أنهم على يقين بمثالية أمهم التي تحملت عناء السنين من أجل تربيتهم وحرمت نفسها من أشياء كثيرة في الحياة لتهب لهم حياة أفضل، وعلقوا قائلين: “مهما تكرمت مش هنوفى حقها”، لافتين إلى أنهم أطلقوا الزغاريد في المنزل ابتهاجاً بحصولها على لقب الأم المثالية.
المصدر : اليوم السابع