كشفت جمعية القلب الأمريكية “AHA” أنه قد توفر أدوية مرض السكري حماية للقلب للأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري، فقد تضاعفت معدلات السمنة في الولايات المتحدة 3 مرات على مدى الخمسين عاما الماضية، مما ساهم في زيادة مجموعة واسعة من المشاكل الصحية، بما في ذلك مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد أدى ذلك إلى تطوير الأدوية لإدارة الوزن وخفض مستويات السكر في الدم.
لقد ثبت أن الأدوية الخافضة للجلوكوز تقلل من المضاعفات والنتائج القلبية الوعائية الرئيسية للأشخاص المصابين بداء السكري، والذين هم أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية وفشل القلب والوفاة المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية. ولخصت ورقة مراجعة في مجلة Circulation كيف غيرت هذه الفئة من الأدوية المشهد بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2، حيث توفر حماية لصحة القلب بغض النظر عن مدى التحكم في مستويات الجلوكوز.
وتشير مجموعة متزايدة من الأبحاث إلى أن هذه الأدوية قد تعمل أيضًا على تحسين صحة القلب لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والذين لا يعانون من مرض السكري.
وأشارت دراستان إلى أن سيماجلوتايد وهو الاسم العلمى للعقار، وهو دواء معتمد لخفض الوزن على المدى الطويل، يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة على تقليل خطر الإصابة بمشاكل القلب وتقليل الأعراض المرتبطة بفشل القلب.
ويحدث فشل القلب عندما تصبح عضلة القلب سميكة ومتيبسة ولا تستطيع ضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم، وقد تزايد انتشار هذه الحالة، وغالبًا ما تكون مصحوبة بأعراض مثل ضيق التنفس والتعب وانخفاض القدرة على تحمل التمارين الرياضية، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة. ولكن لم تتم الموافقة على أي علاجات لعلاج هذه المجموعة من المرضى.
وتشير ورقة بحثية في مجلة نيو إنجلاند الطبية إلى أن سيماجلوتيد وهو الاسم العلمى للعقار، يمكن أن يحسن نوعية الحياة للمرضى الذين يعانون من قصور القلب، من بين 529 مريضًا تم إعطاؤهم حقنة مرة واحدة أسبوعيًا من سيماجلوتايد أو دواء وهمي لمدة عام واحد، أدى سيماجلوتايد إلى انخفاض أكبر في الأعراض المرتبطة بقصور القلب، وتحسينات أكبر في القدرة على ممارسة الرياضة وفقدان الوزن بشكل أكبر.
وثبت بالفعل أن عقار سيماجلوتايد يقلل من خطر الإصابة بمشاكل القلب لدى مرضى السكري، وحقق الباحثون فيما إذا كان من الممكن أيضًا أن يفيد الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة والذين لا يعانون من مرض السكري ولكن لديهم أمراض القلب والأوعية الدموية، ومن بين 17604 أشخاص يبلغون من العمر 45 عامًا أو أكثر، وجدوا أن الدواء يتفوق على العلاج الوهمي في تقليل الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية والنوبات القلبية غير المميتة والسكتات الدماغية غير المميتة.