مسؤولون من «حماس» في موسكو لبحث سبل وقف الحرب بغزة – مشاهير

إسلام جمال23 أكتوبر 20240 مشاهدة
مسؤولون من «حماس» في موسكو لبحث سبل وقف الحرب بغزة – مشاهير


ضربات إسرائيل للمعابر لا تحدّ من سفر السوريين إلى لبنان

كما تشكل سوريا المتنفس البري الوحيد للبنان، فإن لبنان لدى كثير من السوريين يعدّ بمثابة «الأكسجين»، خصوصاً في ظل الحصار الاقتصادي والعقوبات الغربية على دمشق. لذا؛ لم تحدّ ضربات إسرائيل للمعابر الشرعية وغير الشرعية بين البلدين، التي كانت الأخيرة منها ليل الاثنين – الثلاثاء الماضيين باستهداف جديد لمحيط «معبر المصنع»، من سفر السوريين إلى لبنان لإنجاز أعمال تعدّ ضرورية بالنسبة إليهم رغم مشاق الوصول.

سائقو التاكسي على خط دمشق – بيروت، أشاروا إلى أن الاستهداف الجديد ليس بعيداً عن الضربة الأولى للمعبر في 4 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي التي أدت إلى انقطاع طريق دمشق – بيروت بشكل شبه تام أمام حركة السيارات، بسبب الحفرة الكبيرة التي أحدثها، لكن المحتاج يلتف على الصعاب، كما يقال. وبالنسبة إلى سكان في دمشق وما حولها أو في الجنوب السوري، تعدّ جديدة يابوس (الجهة السورية من معبر المصنع)، خيارهم الأول؛ لأنها الأقرب.

طفلة تحمل أغراضها على ظهرها وتعبر على قدميها بجانب الحفرة التي أحدثها القصف الإسرائيلي على معبر «المصنع» يوم 4 أكتوبر (أ.ب)

وأوضح سائق لـ«الشرق الأوسط» أن الضربة الجديدة زادت من مشقة العبور على المسافرين بسبب الحفرة الجديدة، بعد أن كانت الحفرة القديمة تردم بشكل تدريجي جراء تنقل المسافرين سيراً على الأقدام ومرور بعض السيارات وإنْ بصعوبة. ورغم الاستهداف الثالث الجديد من نوعه منذ تصعيد إسرائيل حربها على «حزب الله»، فإن كثيراً من السائقين سافروا صباح الثلاثاء من دمشق ومعهم مسافرون أرادوا الذهاب إلى لبنان، وعادوا بعد إيصال الطلبات إلى معبر «جديدة يابوس»، وقد تابع السائقون العمل أيضاً اليوم الأربعاء.

إعلان خدمة «تاكسي الجورة»… «أرشيفية – فيسبوك»

وشرح السائق خطوات وصول المسافرين في ظل هذه الصعوبات، بقوله: «بعد أن يصل المسافرون إلى معبر (جديدة يابوس) وبعد عمليات ختم الجوازات في الجانب السوري، يستقلون سيارات أجرة للوصول إلى الجهة المقابلة، أي نقطة (المصنع)، حيث تختم الجوازات، ومن هناك يستقلون سيارات أجرة مخصصة لتجاوز الحفرة، أو سيارات تابعة للهلال الأحمر. بعد تجاوز الحفرة يستقلون سيارات أجرة أو حافلات نقل لبنانية تنقلهم إلى وجهتهم في لبنان. ويعيدون هذه الخطوات من الجهة اللبنانية عند عودتهم».

يذكر أن تكلفة السفر من دمشق إلى لبنان ارتفعت جداً، فالأجرة من دمشق إلى «جديدة يابوس» نحو مليون ليرة سورية، وأجرة الراكب لتجاوز الحفرة نحو 100 ألف ليرة، في حين أن أجرة الراكب بعد تجاوز الحفرة يقدرها السائق اللبناني وفق وجهة الزبون.

نازحون لبنانيون وسوريون في معبر «المصنع» الحدودي بين البلدين (أرشيفية – إ.ب.أ)

ويقصد سوريون لبنان بشكل دوري لتقاضي أجور أو مكافآت عن مشاركاتهم في مؤتمرات أو ندوات تنظمها جهات ومنظمات دولية لها علاقة بالشأن السوري، ويتعذر عقدها في دمشق، كما هي حال «م.ن» الذي يوضح أن «عدداً من تلك الجهات تدفع المكافآت للمشاركين بعد أشهر من عقد الفعاليات، ولتعذر تحويلها إلى دمشق بسبب العقوبات الغربية على الحكومة السورية، نضطر للذهاب إلى بيروت لتسلمها».

يتابع «م.ن»: «ذهبت مرة واحدة بعد القصف الأول للمعبر، ولكن عن طريق معبر العريضة في طرطوس رغم التكلفة المالية الكبيرة التي تصل إلى أكثر من 5 ملايين ليرة سورية»، موضحاً أنه مضطر إلى زيارة بيروت نهاية الشهر الحالي، ولكن عن طريق «معبر المصنع» بعد أن توفرت سيارات مختصة بنقل المسافرين لتجاوز الحفرة.

«س.ر»، وهو صاحب شركة خاصة تنفذ مشروعات لجهات حكومية ومحلية ومنظمات دولية، يشير بدوره إلى أنه يضطر للسفر إلى بيروت «مرة كل شهر وأحياناً مرتين، للقاء مسؤولين في منظمات دولية لا يحبذون القدوم إلى سوريا بسبب الظرف الأمني، وذلك من أجل التفاهم معهم على تنفيذ بعض المشروعات».

مدنيون قادمون من لبنان يسيرون عند معبر «جديدة يابوس» الحدودي جنوب غربي سوريا (أ.ف.ب)

وكان «س.ر» يسافر إلى بيروت بسيارته الخاصة، قبل الضربات التي استهدفت «معبر المصنع»، ولكن بعد انقطاع طريق دمشق – بيروت أمام حركة السيارات بسبب الحفرة الكبيرة، أصبح يستخدم، كالآخرين، سيارات النقل العام. وقد جرب الطريقة الجديدة: «ذهبت مرتين منذ انقطاع الطريق. صحيح أني وصلت في النهاية، لكن السفرة كانت صعبة ومرهقة للغاية».

ويعرب الرجل عن مخاوفه من توقف عمله بسبب الحرب الدائرة في لبنان بين إسرائيل و«حزب الله»: «تخيّل أن ينقطع الهواء، فكيف سيتنفس الناس؟ لبنان كان لنا هو الهواء والأكسجين».

من جهة أخرى، يقصد سوريون لبنان لمراجعة سفارات دول عربية وأجنبية لإنجاز إجراءات «لمّ الشمل» وتأشيرات زيارات، يرسلها لهم أبناؤهم في بلدان الاغتراب واللجوء، وذلك بعد إغلاق معظم تلك الدول سفاراتها لدى سوريا منذ بداية الأزمة قبل أكثر من 13 عاماً. أيضاً كان بعض السوريين يسافرون إلى لبنان لإبرام عقود زواج بناتهم من سوريين مقيمين في دول غربية يتعذر قدومهم إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية.

سبب آخر مهم للتردد على لبنان؛ بيروت تحديداً، هو العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا والإجراءات المالية السورية المعقدة فيما يتعلق بتسلم الحوالات بالعملات الأجنبية، لذا اعتمد سوريون على بنوك ومكاتب حوالات في لبنان لتسلم حوالاتهم المالية الخارجية من أفراد العائلة المغتربين أو من جهات يعملون لمصلحتها.


المصدر : وكالات

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل