أثارت واقعة التحرش وهتك العرض التي شهدتها مدرسة سيدز الدولية جدلًا واسعًا في الرأي العام المصري خلال الأيام الأخيرة، وسط مطالبات بضمان بيئة تعليمية آمنة للأطفال، وفي هذا السياق أكدت الدكتورة أسماء علاء الدين، استشاري العلاج النفسي والعلاقات الأسرية، أن مثل هذه الحوادث تترك آثارًا نفسية عميقة على الأطفال الصغار، قد تمتد لهم لسنوات طويلة إذا لم يتم التدخل العلاجي الدقيق في الوقت المناسب.
تحذيرات نفسية:
وقالت الدكتورة أسماء في تصريحات خاصة: “الأطفال الذين يتعرضون لمثل هذه الانتهاكات يحتاجون لدعم نفسي وعاطفي مستمر من الأسرة والمدرسة، مع متابعة حالاتهم لتفادي أي آثار سلبية مستقبلية على حياتهم الدراسية والاجتماعية، كما يجب على المدارس تبني إجراءات وقائية صارمة لضمان بيئة آمنة للطلاب ومنع أي حوادث مماثلة”.
وأضافت أن الصدمة النفسية قد تتحول إلى اضطرابات سلوكية وانفعالية إذا أُهملت، مشيرة إلى أن التدخل المبكر عامل أساسي في حماية الطفل نفسياً.
دعم أسري ومدرسي ضروري:
وشددت على ضرورة تهيئة بيئة داعمة تُشعر الطفل بالأمان، مؤكدة أن دور الأسرة لا يقل أهمية عن دور المؤسسات التعليمية، خاصة في مرحلة ما بعد التعرض لأي انتهاك نفسي أو جسدي.
إجراءات وقائية داخل المدارس:
وطالبت الخبيرة النفسية بضرورة وضع ضوابط صارمة للمراقبة داخل المدارس، وتدريب العاملين على اكتشاف العلامات التحذيرية لأي سلوك منحرف، لضمان حماية الأطفال ومنع تكرار هذه الوقائع.
مسيرة مهنية وأدبية لافتة:
وتتمتع الدكتورة أسماء علاء الدين بخبرة واسعة في التعامل مع مختلف الحالات النفسية، من مشكلات الأسرة والعنف الأسري إلى الاضطرابات النفسية ومحاولات الانتحار. وقد بدأت مسيرتها العلمية مبكرًا، ونالت عضوية اتحاد كتاب مصر في عمر الحادية والعشرين، لتجمع بين الحس الأدبي والمعرفة النفسية المتخصصة.
مؤلفات وإسهامات إعلامية:
ومن أبرز إصداراتها كتبها النفسية «ملفات سرية من داخل العيادة النفسية» و«رسائل ميم إلى الطبيبة النفسية»، التي تقدم من خلالها تحليلات واستشارات مستمدة من حالات واقعية. كما تشارك بانتظام في برامج إعلامية لتقديم رؤى متخصصة حول الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، ما يجعلها مرجعًا مهمًا في مجال الدعم النفسي للأطفال والكبار على حد سواء.
