فى مارس 2003 تعرّض العراق لغزو أمريكى، ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم دخلت الدولة العراقية فى سنوات من الفوضى وعدم الاستقرار، أفرزت موجات من الانقسامات السياسية الحادة بين الفرقاء الشيعة، وقذفت بالسُنة إلى مواقع المتفرجين. واستمرت تلك الانقسامات حتى بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن اتفاق انسحاب قواتها من العراق، الذى يدخل عامه العشرين منذ «الغزو»، ولا زال يتطلع العراقيون لإعادة بناء دولتهم. ومن ذكرى الغزو الأمريكى إلى ذكرى الاحتلال البريطانى، يتزامن حلم إعادة بناء الدولة العراقية الوطنية حالياً، مع احتفالات العراقيين بمرور مائة عام على تأسيس دولتهم، وهو التاريخ الذى يرجع إلى عشرينات القرن الماضى، وتحديداً فى ديسمبر 1921، عقب ثورة وطنية اندلعت عام 1920 شارك فيها العراقيون جميعاً للمطالبة بالاستقلال عن الاحتلال البريطانى.
وتعليقاً على الوضع العراقى الحالى، يرى عمار الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية فى العراق، الذى أُعلن عن تشكيله فى مايو من العام الماضى، أن الوضع فى العراق أصبح «معقداً وخطيراً»، رغم وجود توافق على ضرورة الإصلاح الشامل، لكن التعقيد سببه عدم التوافق على خطوات وآليات هذا الإصلاح.
«الحكيم»: الوضع خطير ولا نريد العودة للمربع صفر
وحذر «الحكيم»، فى حديث خاص مع «الوطن»، من تأخير عملية الإصلاح السياسى وفق توافق على الخطوات والآليات، لأن ذلك سيعرّض النظام السياسى القائم فى العراق إلى ما وصفه بـ«منزلقات خطيرة لن يسلم منها أحد»، وأشار إلى أن الإصلاح الشامل لا يعنى بالضرورة العودة إلى «المربع صفر» وإعادة بناء وتشكيل المؤسسات والحكومة من جديد، خاصة أن العديد من المؤسسات العراقية أثبتت فاعلية ونجاحاً خلال الفترة الماضية.
«الجابرى»: آن الأوان للاتفاق على هوية جامعة
وقال واثق الجابرى، المحلل السياسى العراقى، رئيس مركز «كتاب العراق»، إن المرحلة الحالية فى العراق لا تتحمل مزيداً من الفوضى أو الاضطرابات، مشدداً على ضرورة استكمال خطوات الإصلاح السياسى والنظر إلى الأمام دون العودة إلى الخلف، وتابع: «آن الأوان للاتفاق على هوية وطنية جامعة، ودولة عصرية عادلة يحكمها عقد اجتماعى وسياسى جديد، يعالج تراكمات الماضى ويواكب تطورات الحاضر ويتطلع لمستقبل مستقل ومستقر ومزدهر».
وأضاف أن العراق دخل فى موجات من الفوضى والإرهاب وغياب الاستقرار منذ نحو 20 عاماً، ثم تمكّن من استعادة جزء كبير من استقراره، فلا يجب العودة إلى الخلف، مؤكداً أن حلم «العراق القوى المستقر» يتحقق حين ينتصر دعاة الاعتدال والعقلانية والاتزان، وينجحوا بأن يكونوا حلقات وصل بين أبناء الشعب، ورسل سلام لتوحيد الجهود من أجل بناء الدولة الوطنية.
