شرعَ اللهُ الميراث وقسمه بنفسه، بل وضع له نصوصاً صريحة فى كتابه، وسورة «النساء» فصَّلت الأمر كما أراده الله، حتى لا يظلم أحدٌ أحداً، وليأخذ كل ذى حق حقَّه، ومع ذلك يضرب البعض بذلك عرض الحائط، كبراً وبطراً، متجاهلاً كل النصوص الواردة فى هذا الشأن، ويقوم بحرمان شركائه من حقوقهم فى الميراث، بدافع «الطمع»، غير معتبر بمن غادر الدنيا صفر اليدين.. وكأنه فى حمايةٍ من الموت، ولا يدرى ذلك المسكين أن أجل الله إذا جاء لا يُؤخَّر.
بعد وفاة الوالد، مثلاً، يتظاهر غالب الإخوة بالرأفة مع أخواتهم، مرددين لهن: «الكتف ده زاد.. والكتف ده ميَّة.. بيت أبوكم مفتوح».. وما إن تجف الدموع، وينفض الجمع، تُغلق الأبواب، ويسعى البعض إلى أكل نصيبهن، متعللين بأسباب واهية، مستحلّين الحقوق، متجاهلين الشرع.. ويأكلون فى بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً.
الجميع يدَّعى بر والديه، بل يزعم أنه أكثر إخوته براً بهما، وقد يكون عاقاً من حيث لا يدرى (سواء بشكل مباشر أو غير مباشر)، بل يستمر فى عقوقهما بعد موتهما، بحجب الحقوق وعدم توزيع الميراث، وهى حقوق مفروضة يجب أن تؤدَّى.. وفى النهاية الجميع إلى زوال: «كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ».. فاعتبروا يا أولى الألباب.
رزق عبدالمنعم خليف
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. “الوطن” تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي [email protected]
