ومع الارتفاع الحاد في أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل إثر بدء العمليات الروسية بأوكرانيا في 24 فبراير، حققت “إكسون موبيل” أرباحا بلغت 17.9 مليار دولار، و”شيفرون” 11.6 مليار دولار في الربع المنتهي في أخر يونيو.
الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط، لم يقتصر فقط على الشركتين الأميركيتين، بل حققت الشركات النفطية الأوروبية أيضا أرباحا صافية طائلة بلغت 18 مليار دولار لشركة “شل”، و5.7 مليار دولار لـ”توتال إينرجيز”، و3.8 مليار دولار لـ “إيني” الإيطالية.
ويتراوح سعر النفط في التداولات في نيويورك خلال هذه الفترة بين 95 و120 دولارا للبرميل.
وبعدما كان سعر النفط في ارتفاع منذ أكثر من عام مع انتعاش طلب الشركات والمستهلكين، تسارع هذا التوجه في الربيع ليصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ 2008 في ظل العقوبات المفروضة على روسيا.
ويعتبر هذا الارتفاع من العوامل الأساسية خلف التضخم الذي يعانيه العالم وبلغ مستويات غير مسبوقة منذ عقود في الولايات المتحدة وأوروبا.
وتتهم الإدارة الأميركية شركات هذا القطاع بالإثراء على حساب السائقين بدون أن تتخذ أي خطوات لمحاولة إيجاد حل يريح المستهلكين.
غير أن “إكسون موبيل” و”شيفرون” تؤكدان أنهما تقومان بجهد.
وعلى صعيد الإنتاج، أكدت “إكسون موبيل” أنها ضخت ما يوازي 130 ألف برميل إضافي في اليوم خلال الربع الثاني في حوض برميان الواقع بين تكساس ونيو مكسيكو، فيما زادت شيفرون إنتاجها بنسبة 3 بالمئة في البلاد.
كما تشير “إكسون موبيل” إلى أن قدرة مصافيها على التكرير ستزيد بحوالى 250 ألف برميل في اليوم في الربع الأول من العام 2023 “ما يشكل أكبر زيادة في قدرة القطاع في الولايات المتحدة منذ 2012″، على حسب ما أعلن رئيس مجلس إدارة الشركة دارين وودز في بيان.
توزيعات سخية
أما بالنسبة لما يتعلق بالمصافي، فالوضع أكثر تباينا. فالكميات التي تم تكريرها في مصافي “إكسون موبيل” بالولايات المتحدة سجلت زيادة طفيفة، في حين تراجعت كميات النفط التي تم تحويلها في مصافي “شيفرون” بنسبة 8 بالمئة بسبب أعمال صيانة.
وبصورة عامة، ازدادت إيرادات “إكسون موبيل” بنسبة 71 بالمئة لتصل إلى حوالى 115.7 مليار دولار، فيما زادت إيرادات “شيفرون” بنسبة 8 بالمئة إلى 69 مليار دولار.
واستفادت الشركتان من الارتفاع الحاد في أسعار المنتجات المكرّرة والذي عزز أرباحهما بشكل كبير، كما استفادتا من زيادة إنتاج النفط الخام ومن ضبط نفقاتهما.
ولا تعتزم الشركتان اللتان تكبدتا خسائر كبيرة عند بدء انتشار وباء كوفيد-19، استخدام أرباحهما لزيادة إنفاقهما الاستثماري هذه السنة، الذي يبقى بمستويات أدنى منه قبل الوباء.
في المقابل، تستخدم الشركتان هذا الهامش للحد من مديونيتهما وتقديم حصص سخية لمساهميهما.
وفي هذا السياق وزعت “إكسون موبيل” على مساهميها 7.6 مليارات دولار بالإجمال خلال الربع الثاني، فيما زادت “شيفرون” برنامج إعادة شراء أسهم من 10 إلى 15 مليار دولار هذه السنة.
وازداد سعر أسهم “إكسون موبيل” بأكثر من 3 بالمئة خلال التداولات الأولى في وول ستريت، مقابل زيادة بأكثر من 7 بالمئة لأسهم “شيفرون”.
وتفضل الشركات الكبرى تقليص ديونها لمواجهة أي تبعات اقتصادية في المستقبل. وتسعى منذ عدة سنوات للتكيف مع الدعوات المتزايدة من المجتمع المدني وعدد من المساهمين من أجل إعادة توجيه النشاطات إلى طاقات أقل إنتاجا للكربون لمكافحة التغير المناخي.