قبل انتصاف ليل الخامس والعشرين من العام 1986 بدقائق لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، كان الصمت يخيم على محيط مفاعل تشيرنوبل بأوكرانيا، وهي الدولة التي كانت ركيزة من ركائز الاتحاد السوفيتي السابق قبل انهياره، المهندسون والفنيون يؤدون المهام المكلفين بها داخل المحطات النووية، لكنه كان الهدوء الذي يسبق الكارثة العاصفة، وبينما كان المسؤولون عن المفاعل يجرون بعض التجارب في المحطة رقم «4»، وكان إيقاف النظام لمدة 20 ثانية لاختبار أثر انقطاع الكهرباء خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم وتوليد الكهرباء فارتفعت حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال.
7 ثوان كانت كافية لتؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة التي أحدثت موجة انفجار كيميائية، أطلقت 520 نويدة من النويدات المشعة الخطرة إلى الغلاف الجوي، ورغم من أن رئيس الفريق المناوب انتبه إلى الخطر وحاول إغلاق المفاعل والإبطاء من سرعة التفاعل النووي، إلا أن هذه الطريقة جعلت الحرارة تزداد قبل أن تشرع في الانخفاض وأدى إلى اعوجاج أعمدة الغرافيت وعدم إمكانية إسقاطها في قلب المفاعل وجعل الحرارة ترتفع بشكل كبير وتشعل بعض الغازات المتسربة وتتسبب في كارثة.
أدت قوة الانفجار إلى انتشار التلوث على أجزاء كبيرة من الاتحاد السوفيتي، فيما ما يعرف الآن بيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا، ووفقا لتقارير رسيمة، لقي 31 شخصا حتفهم على الفور، وتعرض 600 ألف شخص، من المشاركين في مكافحة الحرائق وعمليات التنظيف، لجرعات عالية من الإشعاع.
ومع أول ضوء ليوم 24 فبراير2022، أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامره للجيش للهجوم على أراضي أوكرانيا، وفي ظهر هذا اليوم، حاصرت القوات الروسية تشيرنوبل بالدبابات والعربات المدرعة، ونُقل 170 من الحراس الأوكرانيين إلى الطابق السفلي واحتجزوا هناك، ثم فتش الجنود الروس المكان بحثا عن أسلحة ومتفجرات.
«الوطن» حاولت التواصل منذ اليوم الأول للكارثة المرتقبة، مع جميع الأطراف المرتبطة بهذه الكارثة، من أجل الوصول إلى الحقيقة، وعلى مدار 4 أشهر بين القبول ومحاولات الإقناع والرفض والتجاهل، إلا أننا نجحنا في جمع معلومات من عاملين بالمفاعل الأوكراني والحصول على وثائق رسمية وخرائط وتصميمات لـ«تشيرنوبل» من الشركة المصممة لقوس العزل الجديد ودفتر يوميات وكالة الطاقة الذرية خلال الفترة التي سيطر فيها الروس على المفاعل، الذي أرادت موسكو معرفة كيفية إدارة المنشأة، وخططت لجمع معلومات حول جميع الإجراءات والوثائق والعمليات، كان المهندسون الأوكرانيون خائفون من الاستجواب الذي كان مستمرا وفي كثير من الأحيان قاسيا.
مهندس كهرباء بالمفاعل: قوات روسيا أضرت بشبكة الطاقة المغذية للمحطة النووية
كانت البداية مع «فاسيلي جولوفستين»، مهندس كهرباء بمفاعل تشيرنوبل، والذي تواصلت معه «الوطن» خلال البحث عن حقيقة المفاعل النووي، العائد بقوة لتصدر وسائل الإعلام بمخاوف العالم عقب سيطرة القوات الروسية عليه، بعد توجيه الرئيس فلاديمير بوتين جيشه من أجل تنفيذ عملية خاصة داخل أوكرانيا، ليكشف أنه يتم تبريد كل مولدات المفاعل بقوة 500 ميجا وات داخليا بواسطة الهيدروجين، عند ضغط يبلغ 6.5 بار تقريبا، وفي عام 1991، تم استنتاج الوحدة 2 للإصلاحات المجدولة، وهذه هي المولدات رقم 3 و4.
وقال «جولوفستين»، لـ«الوطن»: «عندما تم إيقاف تشغيل المولد 4 من شبكة 330 كيلو فولت، وتم قطع البخار من المفاعل عن التوربين، وبعد بضع ثوانٍ تم تشغيل قاطع دائرة المولد في المحطة الفرعية 330 كيلو فولت تلقائيا، وتحطم المولد المتزامن في التيار الكهربائي كمحرك غير متزامن عالي الطاقة، وأوقف مشرف النقل تشغيل قاطع 330 كيلو فولت مرة أخرى، لكنه أغلق مرة أخرى، وعندها فقط تم إيقاف تشغيله تماما عن طريق حماية الترحيل، فقد جسم المولد إحكامه بسبب التأثير الديناميكي أثناء مفتاح الطوارئ على الشبكة، وتطاير الهيدروجين وصعد تحت سقف قاعة التوربينات، في الوقت ذاته، ارتفعت درجة حرارة الجزء الثابت للمولد، واشتعلت النيران في كل الهيدروجين، كما اشتعلت النيران في العزل المائي لسقف قاعة التوربينات وسقطت على موقع مضخات الزيت 6 كيلو فولت، والتي اشتعلت فيها النيران أيضا، لم يتضرر المفاعل أثناء الحريق، وفي عام 1996، حاولنا استعادة الوحدة 2 عبر استبدال المولد وجميع مضخات الزيت 6 كيلو فولت، لكن القرار السياسي بدأ بإغلاق مبكر لمحطة تشيرنوبل للطاقة النووية».
جولوفستين: العناية الإلهية أنقذتنا لاستقرار درجة الحرارة نسبيًا
ويستطرد: «حتى الآن، تم إغلاق مفاعلات الوحدات 1 و2 و3 بالكامل وإطلاقها من الوقود النووي، وتم تدمير مفاعل الوحدة الرابعة في كارثة 1986، ولا يمكن حساب كمية المواد النووية بالداخل بدقة، ولا يوجد سوى فرضيات نظرية مختلفة، لكن مفاعل الوحدة 2 جاف وآمن، وبالنسبة للوحدتين 1 و3 فهناك احتمالية لحدوث تسرب إشعاعي للمياه إذا تجمدت في الشتاء، على سبيل المثال، وخلال الحرب استولى الروس في مارس على شبكة تغذية بقوة 330 كيلو فولت حول محطة تشيرنوبل للطاقة النووية وألحقوا بها أضرارا، وفقد المفاعل الطاقة لعدة أيام».
التسرب الإشعاعي وارد حال تجمد المياه في الشتاء
يوضح مهندس كهرباء المفاعل: «العناية الإلهية أنقذتنا لأن درجة الحرارة لم تكن منخفضة جدا، وتضمن طاقم محطة الطاقة النووية أنظمة تدفئة للطوارئ مع الوحدة 4، وتكون الأمور أكثر تعقيدًا لأن جميع أنظمة أمان التصميم الأصلية، جنبًا إلى جنب مع جزء من المبني تم تدميرها في عام 1986، ويمتلك (مأوى – الكائن لعام 1987 والحبس الآمن الجديد لعام 2019)، أنظمة أمان خاصة بهما، وإذا كان كل شيء يعمل بشكل جيد، فلن يكون هناك تسرب للإشعاع إلى الخارج، لكن دعنا نتذكر أن أنظمة الأمان NSC في مارس، والتي عملت أيضا لعدة أيام من مولدات الديزل للطوارئ، ولم يعمل نظام التدفئة».
يؤكد «فاسيلي»، أن دراسة خطر تسرب المواد المشعة طبقت بشكل جيد من قبل العلماء ليس فقط في أوكرانيا، ولكن أيضا في العديد من الدول الأخرى مثل اليابان والولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وروسيا، مشيرًا إلى أنه خلال كارثة عام 1986، عانت أراضي بيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا أكثر من غيرها، حيث كانت منطقة التلوث 200 ألف كيلو متر مربع، لكن تم تسجيل إشعاع الخلفية المتزايد والتساقط الإشعاعي حتى في الدول الإسكندنافية، على بعد 2500 كيلو متر من مركز الزلزال الذي تسبب فيه الانفجار.
مدير مشروعات تشيرنوبل: احتلال الروس لموقع المفاعل يعرضنا للخطر الإشعاعي
حزم أولكسندر أليسيوك، أمتعته من العاصمة التشيكية براغ ليقطع مسافة 1400 كيلو متر متوجها إلى مفاعل تشيرنوبل في أوكرانيا، للاستفادة من خبرته وتاريخه الحافل في العمل بمجال الطاقة وبراعته في السلامة الإشعاعية والمحطات النووية، وعلى الرغم من أنه لا يحمل الجنسية الأوكرانية إلا أنه من مديري المشروعات القلائل الذين يحفظون خبايا «تشيرنوبل» عن ظهر قلب.
يقول أليسيوك، لـ«الوطن»، إن محطة تشيرنوبل تألفت من أربع وحدات (مفاعلات)، اعتبارا من 26 أبريل 1986، حيث جرى تحويل الوحدة رقم 4 مع النظائر المشعة الموزعة عشوائيا وبقايا الوقود النووي داخل هيكل مدني مكسور إلى نظام جديد للحبس الآمن (NSC)، إلى ان جرى إغلاق الوحدة رقم 1 في 30 نوفمبر من عام 1996، أما الوحدة الثانية فأغلقت في 15 مارس 1999، وأوقفت الوحدة الثالثة لمحطات الطاقة النووية في تشيرنوبل لتوليد الكهرباء في 15 ديسمبر 2000.
ومن منذ ذلك الحين، جرى تفريغ جميع مجمعات الوقود النووي من المفاعلات رقم 1 و2 و3 إلى أحواض المفاعل، وبعدها تم نقل جميع مجمعات الوقود من البرك إلى مخزن الوقود النووي الرطب ISF-1 الواقع بالقرب من NSC، إذ تعادل الكمية المتكاملة من تجميعات الوقود النووي المستهلك في تشيرنوبل في ISF-2 أكثر من 21000 تجميعة وقود، بحسب المهندس التشيكي.
أليسيوك: الوقود المستهلك من المفاعل مصدر الإشعاع الرئيسي
وأضاف «أليسيوك»: «في الثامن من يوليو 2021، جرى نقل أول وقود مستهلك من تشيرنوبل من ISF-1 (التخزين تحت الماء) إلى ISF-2 الجديد (التخزين الجاف داخل عبوات معدنية محملة في وحدات خرسانية)، والهدف هو وضع كل الوقود المستهلك في تشيرنوبل في ISF-2، فيجب أن يعلم الجميع أن مصدر الإشعاع الرئيسي ذو النشاط الأعلى هو الوقود المستهلك، ويتم ضمان السلامة الإشعاعية من خلال سلامة حدود مصدر الإشعاع وحصره، هذا هو الهدف الرئيسي تحت التشغيل والتحكم والمراقبة».
وتابع: «لذلك عندما تفقد السيطرة أو المراقبة بسبب احتلال القوات الروسية لموقع تشيرنوبل الصناعي، ستواجه مخاطر فقدان النزاهة، في مثل هذه الحالة، هناك احتمال كبير لحدوث أضرار غير واعية بحدود الإشعاع من قبل القوات العسكرية الروسية».
خبير نووي: احتمال وقوع حادث مماثل لأزمة 1986 حاضر بقوة
كان السوفيت محظوظين لأنهم نجوا من الحرب الباردة دون هجوم نووي، لقد حذرت الثقافة الشعبية في تلك الحقبة الباردة، من تأثير القنبلة والمتمثلة في تقشر الجلد، والعذاب البطيء نتيجة مرض ناتج عن الإشعاع، إضافة إلى تلوث الأرض وزوال مدن بكاملها.
ورغم أن القنبلة لم تنفجر، لكن بعض الناس شعروا بجزء من هذا الرعب، حيث تسببت كارثة تشيرنوبل عام 1986 في حدوث انفجارات، وتفشي أمراض بسبب الإشعاع، وعمليات الإخلاء، والتلوث البيئي، وفي النهاية، تم منح الميداليات وتدشين النصب التذكارية للبعض.
«لقد كانت حربًا من نوع آخر، وكان هناك تستراً على الكارثة، ما أدى فيما بعد لسقوط الاتحاد السوفيتي، وكان انفجار الثمانينات كبيرًا لدرجة أن أحد العمال صرخ على الفور .. (الأمريكيون)»، هكذا عبر مكسيم سافيليف، الأستاذ بقسم الأمان النووي والإشعاعي، بمعهد «مشاكل الأمان لمحطات الطاقة النووية» التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم في أوكرانيا، والذي اختارته «الوطن» ضمن متخصصين في الطاقة النووية، ليروي ما حدث بين واقعتين فصل بينهما 36 عاماً، الأولى كارثة بكل المقاييس، والثانية على وشك الوقوع.
يرى سافيليف أن كارثة «تشيرنوبل» التي وقعت في 26 أبريل 1986، كانت بسبب الافتقار إلى ثقافة السلامة، فيجب أن تكون للسلامة أولوية وقيمة أعلى من جميع الأشياء الأخرى، لكل من المنظمات والأفراد في كل مكان، من المصممين إلى المصنعين والمشغلين، واصفاً إياها بأنها «كانت سلسلة مأساوية من الأخطاء البشرية الصغيرة والتقليل من المخاطر في جميع الخطوات من التصميم إلى القرارات المباشرة التي أدت إلى الحادث»، على سبيل المثال لم يحسب المصممون بدقة، سلوك المفاعل في حال احتراق الوقود النووي، ولم يتوقعوا الحماية، رغم أنه أثناء بناء محطة الطاقة النووية، أبلغ جهاز الأمن السوفيتي عن جودة سيئة في بعض الحالات.
مكسيم سافيليف: المفاعل الأوكراني لا يحتاج إلى وعاء سميك الجدران
وتابع سافيليف: «لم تتم مراجعة تعليمات التشغيل بشكل جيد ولم يتم تعلم جميع الدروس من الأحداث التي وقعت في مفاعلات مماثلة، لذلك فقد المشغلون في النهاية السيطرة على المفاعل دون فهمه، لذا فإن السبب الرئيسي هو الفكرة الغبية في أذهان البشر، أنه إذا انحرفت قليلاً عن القاعدة فهذا ليس بالأمر السيئ، قد تراها كل يوم عندما يتجاوز الناس الحد الأقصى للسرعة على الطريق، أو يعبرون الطرق عند أضواء التوقف وما إلى ذلك، في أوقات الحادث، تم تدمير قلب المفاعل بالكامل، لذا فإن عمود المفاعل فارغ، والوقود النووي مضغوط جزئيًا، وتدميرًا، وصهر الجزء العام ببناء مفاعل في شكل حمم تشيرنوبل البركانية، والتي تنتشر في غرف المفاعل الفرعي».
الخبير النووي: تصميم المفاعل يسمح بإعادة تزويده أثناء التشغيل
كيفية عمل المفاعل الأوكراني كان السؤال الرئيسي الذي طرحناه على «سافيليف»، الذي أوضح أنه مفاعل طاقة نووي معتدل الجرافيت صممه وبناه الاتحاد السوفيتي، مع غيره من المفاعلات العسكرية لإنتاج البلوتونيوم المعتدل الجرافيت، وكان مفاعلاً مدنياً له الكثير من الفوائد الاقتصادية، ويتطلب «تشيرنوبل» وقودا منخفض التخصيب، ولا يحتاج إلى وعاء ضغط مفاعل سميك الجدران، ويمكن بناؤه بسرعة، علاوة على ذلك يسمح تصميمه بإعادة تزويد المفاعل بالوقود أثناء التشغيل على عكس معظم المفاعلات الأخرى، التي تتطلب الإغلاق للتزود بالوقود، أما العيوب الرئيسية لنظام تشغيل المفاعل تتمثل، في عدم وجود الاحتواء لمنع تسرب الإشعاع في حالة وقوع حادث والاستخدام المباشر لمياه المفاعل لتوليد البخار للتوربينات.
يشير سافيليف، إلى أن جميع المفاعلات النووية لها مبدأ واحد، تحتاج النيوترونات السريعة المتكونة من انشطار الوقود إلى تعديل لتحفيز انشطار آخر، لا تُحدث كل النيوترونات المتكونة انشطارا آخر، فقد تركت بعض النيوترونات النظام، وبعضها تمتصه عناصر أخرى، لذا فإن التوازن النيوتروني مطلوب لتشغيل المفاعل، ويتم أخذ الطاقة الحرارية من عملية الانشطار بواسطة المبرد واستخدامها لتوليد الكهرباء، وإن أبسط طريقة هي استخدام الماء كمبرد لتوليد البخار للتوربينات، لكن الماء له خاصية مزدوجة، فهو يمكن أن يكون وسيطا وممتصاً للنيوترونات، وفي نظام تشغيل تشيرنوبل يُستخدم الجرافيت لتلطيف النيوترونات والماء كمبرد.
سافيليف: من تعرض للإشعاع قد لا تكون لديه فرصة حالياً للبقاء على قيد الحياة
«هناك الكثير من الشكوك، لكن لا يمكننا استبعاد احتمال وقوع حادث»، كانت تلك إجابة «سافيليف»، حين سألناه عن احتمال وقوع كارثة إشعاعية مشابهة لما حدث في العام 1986، ليوضح أن أعداد النيوترونات تتزايد ببطء، ما يشير إلى أن المديرين لا يزال لديهم بضع سنوات لمعرفة كيفية خنق التهديد النووي.
لطالما ظل شبح الانشطار الذاتي يطارد «تشيرنوبل»، عندما ذاب جزء من قلب المفاعل في الوحدة الرابعة في 26 أبريل 1986، حيث انصهرت قضبان وقود اليورانيوم، وما يسمى بـ«كسوة الزركونيوم»، وكذلك قضبان التحكم في الجرافيت، ما أدى إلى تدفق حمم بركانية، إلى غرف الطابق السفلي لقاعة المفاعل وتصلبت في تشكيلات تسمى المواد المحتوية على الوقود، وهي محملة بنحو 170 طنا من اليورانيوم المشع – 95٪ من الوقود الأصلي، حيث سمح التابوت الخرساني والفولاذي المسمى المأوى، والذي تم تشييده بعد عام واحد من الحادث لإيواء بقايا الوحدة الرابعة، بالتسرب لمياه الأمطار، لأن الماء يبطئ، أو يهدئ، النيوترونات، وبالتالي يعزز احتمالات ضربها وانقسام نوى اليورانيوم الثقيلة قد تؤدي الأمطار أحيانا إلى ارتفاع أعداد النيوترونات، وبعد هطول أمطار غزيرة في يونيو 1990، تم تركيب رشاشات نترات الجادولينيوم في سقف المأوى، لكن الرذاذ لا يمكنه اختراق بعض غرف الطابق السفلي بشكل فعال.
أما عن النشاط الإشعاعي فيقول خبير الأمان النووي والإشعاعي، إنه يقاس بـ«المللي سيفرت»، والذي يمكن أن يؤدي التعرض لما يصل إلى 250 مللي سيفرت أو 0.25 سيفرت، خلال فترة زمنية قصيرة إلى الإصابة بمتلازمة الإشعاع الحادة، ويبلغ متوسط التلوث للإنسان من البيئة نحو 2.1 ملي سيفرت وتبدأ الإصابة بمتلازمة الإشعاع الحادة عند النشاط الإشعاعي 4000 مللي سيفرت أو أربعة سيفرت، ومعدل الوفيات يزداد عندها بشكل هائل، وعند وصول النشاط الإشعاعي إلى 6 سيفرت، فإن معدل الوفاة يصل إلى 100%، أي أن الشخص المتعرض للإشعاع بهذه الدرجة لا توجد لديه أي فرصة للبقاء على قيد الحياة.
VINCI الفرنسية: صممنا قوسا عزل يحمي تشيرنوبل من التسرب الإشعاعي 100 عام
بعد انفجار المفاعل رقم «4» في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية في 26 أبريل 1986، أطلقت أوكرانيا مسابقة تصميم لملجأ يعزل المفاعل النووي وتقليل جميع المخاطر المحتملة، فاز بالمسابقة تحالف أوروبي بقيادة شركة «VINCI Construction Grands Projets» الفرنسية، وكانت قوة الاقتراح تتمثل في تصميم وتنفيذ هيكلًا لحصر النفايات المشعة قصيرة العمر، وفرزها وتخزينها وتخزين النفايات التي لا يمكن التخلص منها، وتم توقيع العقد في 17 سبتمبر 2007، وبدأ العمل في 2010.
تواصلت «الوطن» مع VINCI من أجل كشف تفاصيل تصميم وبناء عزل لمفاعل تشيرنوبل، وبعد تبادل العديد من الرسائل تم التوصل إلى إمدادنا ببعض التصميمات التي استخدمت في المشروع، وشرح وافي لمراحل التنفيذ من أجل التوصل إلى احتمالية حدوث كارثة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية من عدمها.
وقال سيمون ميير، مدير الإعلام والعلاقات العامة بشركة VINCI الفرنسية، إنه «تم بناء الأساسات من 400 ركيزة قطرها متر واحد وعمقها 19 مترا، كانت تقع بالقرب من التابوت حيث تم بناء عوارض خرسانية مصممة لدعم القوس في موضعه النهائي، وكان من المقرر توزيع وزن القوس بالتساوي على هذين العارضتين الخرسانيتين، وبالتالي توفير الدعم للقوى الميكانيكية الكبيرة التي يمارسها الهيكل».
ميير: أكبر هيكل أرضي متحرك بوزن 36000 طن مزود بكل وسائل الحماية
وأشار «ميير» لـ«الوطن»، إلى أن الحماية من النشاط الإشعاعي كانت مطلبًا رئيسيًا في تطوير طرق البناء للمشروع، نظرًا لأن التعرض أقل عند مستوى سطح الأرض، حيث تم تفضيل أعمال مستوى الأرض على مهام البناء على ارتفاعات عالية، وبالتالي تم تجميع النصف الأول من القوس على الأرض غرب المفاعل التالف ورفعه في ثلاث عمليات رفع متتالية، تم استخدام نفس العملية لتجميع ورفع النصف الثاني من القوس، ثم تم بعد ذلك ربط القوسين ببعضهما البعض باستخدام 600000 مسمار، بطول 15 سم ويزن كل منهما أكثر من 1 كجم، لإنشاء هيكل غير مسبوق.
وأوضح مدير الإعلام والعلاقات العامة بالشركة: «قوس الحبس مجهز بأجهزة وأنظمة مصممة لتفكيك المفاعل رقم 4 في تشيرنوبل، ويمكن تنفيذ هذه العملية المستقبلية في أفضل الظروف من حيث المرونة والأمان، مع تقليل التدخل البشري المباشر، وتم تصميم القوس لتحمل درجات حرارة من 43 درجة تحت الصفر إلى 45 مئوية، إضافة إلى إعصار من الدرجة 3 (يحدث مرة واحدة كل مليون سنة)، وزلزال بقوة 6 درجات على مقياس ميركالى (يحدث مرة كل 10000 سنة)، وتم اتخاذ جميع الاحتياطات خلال مرحلة تشييد هذا الهيكل لضمان أقصى قدر من السلامة».
ولفت إلى أن قوس تشيرنوبل – وهو أكبر هيكل أرضي متحرك تم بناؤه على الإطلاق، ويبلغ طوله 257 مترا، وارتفاعه 108 مترا، ووزنه 36000 طن- سيجعل موقع الحادث آمنا، ويتيح مدى عمره 100 عام، نظرًا لأن موقع العمل كان عالي الخطورة، وسط تحدي رئيسي لتقديم مستوى معين من الجودة مع ضمان أقصى درجات السلامة، وهذا هو السبب في أن التصميم والبناء حكمهما مبدأ ALARA (أقل ما يمكن تحقيقه بشكل معقول)، كامتداد للمبدأ الاحترازي المطبق في الحماية من الإشعاع، كما لا يمكن تعريض الأفراد الذين يعملون مع المخاطر السامة إلى ما بعد الجرعة القصوى المحددة، لا سيما على مقربة من التابوت، حيث يجب أن يعمل الموظفون خلف حواجز خرسانية أو من الرصاص، وتم تطهير مناطق تجميع القوس والرفع، ويرتدي العمال ملابس واقية، حيث تم تكليف فريق مكون من 60 شخصا بمهمة حماية الموظفين من الإشعاع.
10 آلاف فني وعامل من 30 دولة شاركوا في تنفيذ التصميمات
يتابع المسؤول بـVINCI: «لتنفيذ هذا المشروع غير المسبوق، كان علينا توظيف المواهب من جميع أنحاء العالم، بأكثر من 30 جنسية موجودة بشكل دائم في موقع العمل، ونتيجة لذلك تطلب أيضا مهارات إدارة متعددة الثقافات، ويمثل تسليمه نهاية موقع بناء متميز واستثنائي استمر 12 عاما، وتم إجراؤه في ظل ظروف فريدة من نوعها، مع أكثر من 10 آلاف عامل وفني وضعوا ما مجموعه 33 مليون ساعة عمل، لإكمال بناء الحبس الآمن الجديد للمفاعل التالف رقم 4، كما أن التنفيذ الصارم والأساليب المبتكرة التي تم تنفيذها مكنت هذا المشروع من أن يؤتي ثماره دون أي حادث عمل كبير أو إشعاعي، وأصبح هذا المشروع ممكنا بفضل التمويل الذي قاده البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير (EBRD)، بفضل إدارة المشروع في بكتل والدعم اليومي للعميل، ومحطة تشرنوبيل للطاقة النووية، تم إجراء تجربة بالحجم الطبيعي بنجاح في 25 أبريل 2019، وتم تصميم القوس ليدوم 100 عام».
ونوه «ميير» إلى أنه «تم بناء العازل الآمن الجديد، تحت إطار خطة تنفيذ محكمة، ومخطط تم تطويره من قبل خبراء غربيين وأوكرانيين، وبتمويل من المفوضية الأوروبية والولايات المتحدة، تحدد الخطة نهجًا تدريجيًا للبحث عن حلول لمشاكل تشيرنوبل وتحدي أكثر من 300 مهمة فرعية، وكان إنشاء البنية التحتية اللازمة شرطًا مسبقًا لإنشاء مبنى الأمان الجديد، وشمل هذا بناء الطرق والسكك الحديدية وصلات، وكذلك تجديد الطاقة والمياه والمصارف والاتصالات الخدمات والإمدادات، إضافًة إلى ذلك مرفق تغيير جديد يقدم للعمال المرافق الطبية والوقاية من الإشعاع وسيارات الإسعاف».
وأشار إلى أن تشييد السقف والجدار الغربي لملجأ تشيرنوبل على عجل استقرت بنجاح خلال الفترة ما بين عامي 2004 حتى 2008، حيث تم نقل 8% من حمولة السقف إلى هيكل دعم خارجي جديد، أما داخل المأوى نفذت المهام الصعبة، مثل التثبيت من الدعامات الهيكلية الجديدة في المفاعل، لتقليل خطر الانهيار، وحماية العمال وسلامتهم تم وضع إستراتيجية حماية إشعاعية، وبرنامج للعاملين ووضع خطة طوارئ للحوادث، وحماية طبية حيوية على أحدث طراز وبرامج الفحص، وكذلك الحماية من الإشعاع، وإدخال المعدات وثقافة سلامة جديدة.
القوس مجهز بأنظمة تتحمل إعصارا من الدرجة 3 وزلزال بقوة 6 ريختر
واستشهد المسؤول بتصريح لـ«باتريك قادري»، رئيس الشركة الفرنسية في 1992: «كان علينا العمل على كيفية القيام بكل شيء من البداية، واجهنا ورقة بيضاء وفزنا للتو في المسابقة، لقد تطلب الأمر قدرا كبيرا من الجرأة والرؤية، وقدرا لا بأس به من الجنون للشروع في هذا المشروع، وكانت التحديات هائلة لتصميم نموذج أولي على أحدث طراز في بيئة مقيدة للغاية، ودفع باستمرار حدود المعرفة، والسعي لتأمين التعاون والتأييد من جميع أصحاب المصلحة في جميع أنحاء العالم، وابتكار مواد لم تفعل ذلك، ووجود طرق بناء فريدة من نوعها، وشغل هذا المشروع جزءا كبيرًا من حياتنا العملية، ونحن جميعا ندرك التقدم البيئي الذي يمثله هذا الإنجاز لأوكرانيا والدول المجاورة لها وأوروبا بأكملها».
أما مارك أدلر، نائب الرئيس التنفيذي لشركة «Bouygues Travaux Publics»، قال: «لا يحصل المرء على فرصة للمشاركة في موقعين بناء مثل ذلك الموقع، لأنه كان ضخمًا ومعقدًا، لأن أوروبا والعالم بأسره راهنوا كثيرًا على نجاحنا، ولقد انطلقت كل مهنة من أعمالنا بالفعل وتجاوزت نفسها: المهندسين، وموظفي الحماية من الإشعاع، والمسؤولين عن تنفيذ العمل، ومديري المشاريع، ناهيك عن الأشخاص المسؤولين عن الموارد البشرية، الذين عينوا موظفين في أكثر من 30 دولة، ستعرف تشيرنوبل في تاريخ الهندسة المدنية كمركز للابتكار، ونقل المهندسون المشاركون في هذا المشروع بالفعل تعاليم هذا المسعى المتميز في كليات الهندسة».
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: تشيرنوبل عمل في ظروف قاسية تحت سيطرة الروس
بينما كانت عقارب الساعة تشير إلى 6.41 بتوقيت جنيف، من صباح يوم 24 فبراير 2022 ، تم إبلاغ مدير الاستجابة للطوارئ في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن القوات الروسية كانت في موقع مفاعل تشيرنوبل في أوكرانيا ليقوم باستدعاء استجابة من موظفي اللجنة الكهروتقنية الدولية الذين كانوا تحت الطلب ووضع الاستعداد المعزز لحماية حدوث كارثة مماثلة للعام 1986.
«تنفيذ مساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأوكرانيا كان بهدف الحد من مخاطر حادث نووي كبير، وتم التوصل إلى اتفاق حول نطاق الدعم الفني والمساعدة إلى أوكرانيا من أجل السلامة والأمن ، وبشأن حقيقة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالعمل مع الدول الأعضاء ،ستكون نقطة الاتصال الوحيدة لهذه المساعدة التقنية، خلال رحلة المدير العام ووفد رفيع المستوى من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أوكرانيا في الفترة من 29 إلى 31 مارس، لتبدأ خطوات ملموسة للبدء على الفور في إيصال مساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان السلامة وأمن المنشآت النووية والمصادر المشعة في أوكرانيا، وللمساعدة في تجنب خطر وقوع حادث يمكن أن يعرض الناس والبيئة للخطر»، بحسب حديث لينكا دوجكفونا، مسؤول الصحافة والإعلام بالوكالة الدولية للطاقة الذرية لـ«الوطن»، والتي أرسلت لنا تقارير بعثات الخبراء في موقع مفاعل تشيرنوبل.
الوكالة الدولبة: لم يكن الموظفون قادرين على التناوب والعودة إلى منازلهم
في الفترة من 25 إلى 28 أبريل أتمت البعثة الثانية للوكالة الدولية للطاقة الذرية في أوكرانيا في موقع تشيرنوبل لمحطة الطاقة النووية، وتألفت من وفد رفيع المستوى، بقيادة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومتخصصين في مجالات الأمان والأمن والضمانات النووية وهذه المهمة سمحت للوكالة الدولية للطاقة الذرية للقيام بتقييم ميداني لتمكينه من الحصول على فهم أفضل للطاقة النووية الحالية وقضايا السلامة والأمن فيما يتعلق بالمنشآت النووية في أوكرانيا ومثل هذه القضايا تتعلق بالوضع الفعلي للمنشآت (بما في ذلك معدات السلامة والأمن الرئيسية) ، وأنظمة مراقبة الإشعاع، والاحتياجات ذات الأولوية لتسليم المعدات، وقضايا الإمداد.
مُكنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إجراء ملاحظات مباشرة على الأرض، مع الإشعاع الأولي، حيث تم إجراء القياسات في موقع تشيرنوبل لاستخدامها في إجراء فحص شامل وتقييم التعرض للإشعاع المحتمل، وطلب بعض المعدات ذات الأولوية كما تم تسليم أوكرانيا خلال هذه المهمة التي تضم معدات لرصد الإشعاع ومعدات الحماية الشخصية، وخلال المهمة وافق المدير العام على المدى العاجل والمتوسط إلى الطويل، واتفقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وأوكرانيا على تشكيل فريق عمل بشأن المفاعل الأوكراني لتنسيق مساعدة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودعمها للموظفين الذين يسعون إلى ذلك والحفاظ على المواقع النووية في أوكرانيا آمنة ومؤمّنة، كما التقى المدير العام بالموظفين في المفاعل وشكرهم على صمودهم وشجاعتهم خلال ما كان وقت صعب للغاية من الصراع.
موقع تشيرنوبل يتكون من ست وحدات مفاعل (الوحدات من 1 إلى 4 مغلقة بشكل دائم ،والوحدات 5 و 6 لم يتم تشغيلها مطلقًا)، بما في ذلك الوحدة 4 التي دمرت جزئيا، وفي كارثة 1986 وهو الآن مغطى بمنشأة مأوى تعرف باسم الخزنة الجديدة، أما بالنسبة للحبس (NSC)، فهناك اثنان من مرافق التخزين المؤقتة للوقود المستهلك (ISF-1 و ISF-2) ومجموعة متنوعة من مرافق إدارة النفايات. توجد المزيد من مرافق إدارة النفايات على نطاق أوسع في منطقة استبعاد تشيرنوبل ، بما في ذلك العديد من مرافق التخلص من النفايات المشعة، وتم إنشاء مرفق مركزي لتخزين الوقود المستهلك (CSFSF) في تشيرنوبل، وبمجرد بدء التشغيل ، سوف يتلقى CSFSF الوقود المستهلك ويخزنه من المفاعلات النووية في ريفنا وخميلنيتسكي وجنوب أوكرانيا.
وفي 24 فبراير الماضي، أبلغت أوكرانيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن القوات الروسية سيطرت على الجميع مرافق تشيرنوبل يتضمن الموقع أيضًا المفاعلات التي تم إيقاف تشغيلها في مرافق إدارة النفايات المشعة، في ذلك اليوم، أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقه البالغ إزاء الوضع وقال إنه من الأهمية بمكان أن يكون آمنا، ولا ينبغي أن تتأثر العمليات الآمنة للمنشآت النووية في تلك المنطقة.
انسحبت القوات الروسية في 31 مارس، لكن خلال الفترة السابقة لهذا التاريخ واصل الموظفون الأوكرانيون إدارة العمليات اليومية في تشيرنوبل لمدة أربعة أسابيع تقريبا ، لم يكن الموظفون قادرين على التناوب والعودة إلى منازلهم، حيث كانت هذه الظروف مرهقة للغاية ومتعبة ، مع احتمال حدوث ذلك.
من 24 فبراير إلى 19 أبريل، تناوب طاقم التشغيل في محطة تشيرنوبل للطاقة النوويةحدثت ثلاث مرات فقط، أبلغت أوكرانيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تناوب الموظفين يتم الآنضع بانتظام ووفقا للخطة.
بعد حوالي ثلاثة أسابيع من سيطرة القوات الروسية الأوكرانية، أفادت الجهة المنظمة بأنها فقدت الاتصال بموقع تشيرنوبل، حيث استمر تلقي معلومات حول الوضع في المفاعل من خلال كبار المديرين خارج الموقع في المصنع.
ورغم أن أوكرانيا تعيد الآن تدريجيا السيطرة التنظيمية على السلامة النووية والإشعاعية في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، ومع ذلك، فإن الوضع العام في المنطقة حول محطة الطاقة النووية ما زالت صعبة بسبب الجسور المدمرة وتقارير إزالة الألغام.
منذ انسحاب القوات الروسية من تشيرنوبل، اتخذت أوكرانيا خطوات مهمة لدعم التشغيل الآمن والآمن للموقع، أما الأضرار التي لحقت بهياكل وأنظمة حوض تخزين الوقود المستهلك وأصلهايتم الحفاظ على وظائف السلامة، ومع ذلك لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لإعادة الموقع إلى الحالة الطبيعية.
أما عن مراقبة الإشعاع فيتم توفير بيانات مراقبة الإشعاع من موقع تشيرنوبل بانتظام من خلال نظام مراقبة الإشعاع عبر الإنترنت، لم يتم استلامها من خلال نظام معلومات مراقبة الإشعاع الدولي (IRMIS) منذ 24 فبراير، لكن أبلغت SNRIU عن بعض قياسات الإشعاع من موقع تشيرنوبل.
بعض من هذه القياسات من منطقة استبعاد تشيرنوبل تشير إلى زيادة في معدلات جرعة جاما التي تعزى إلى إزاحة التربة بسبب الآلات الثقيلة والتحركات العشكرية في المنطقة، وبناء على هذه البيانات ، قيمت الوكالة مستويات الإشعاع بأنها منخفضة و ضمن النطاق التشغيلي المقاس في منطقة الحظر منذ إنشائها، ولذلك اعتبروا أنها لا تشكل أي خطر على البشر، وفي حالة عدم وجود البيانات ذات الصلة أو الملاحظات ، لم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تأكيد التقارير التي تفيد بتلقي القوات الروسية جرعات عالية من الإشعاع أثناء التواجد في منطقة استبعاد تشيرنوبل.
وأبلغ عن حرائق الغابات بالقرب من تشيرنوبل في النصف الثاني من شهر مارس، ولم تشكل الحرائق في مارس خطرا إشعاعيا كبيرا، وفي 27 أبريل أجرى خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية رصدا أوليا للإشعاع في منطقة تشيرنوبل بما في ذلك الحفريات المبلغ عنها، والعينات البيئية المجمعة للتحليلات واقتصرت القياسات على منطقة مقيدة بقياسات معدل الجرعة، والتي أجريت على ارتفاع حوالي 10 سم و1 متر فوق سطح الأرض.
وتراوحت النتائج من 0.2 ميكرو سيفرت / ساعة إلى 0.75 ميكرو سيفرت / ساعة، وهو ما يزيد بمقدار 3-5 مرات عن معدل الجرعة على الطريق القريب، وسيتم تحليل العينات المأخوذة خلال الزيارة في مختبرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في زايبرسدورف.
وفي 9 مارس، فقد الموقع كل الطاقة الكهربائية المستمدة من الخارج، حيث كانت مولدات الديزل تستخدم لتشغيل الأنظمة المهمة لسلامة المرافق، بما في ذلك ISF-1 و ISF-2و NSC.
بالرغم من صعوبة الوضع خارج الموقع، خطوط الكهرباء تمت استعادة إمدادات الطاقة إلى محطة تشيرنوبل للطاقة النووية مستقرة منذ 14 مارس، ولم يكن للانفصال عن الشبكة تأثير حاسم على وظائف السلامة الأساسية في الموقع ، حيث كان حجم مياه التبريد في منشأة الوقود المستهلك كافيا للمحافظة عليه عبر إزالة الحرارة بدون أي إمداد بالكهرباء، بالإضافة إلى مولدات الديزل الاحتياطية المتاحة لأنظمة الطاقة المهمة للسلامة، بما في ذلك الوقود النووي المستهلك والتحكم في المياه ومعالجة المياه الكيميائية.