الأميركيون يتحاشون التصعيد.. والضغوطات الإيرانية تتزايد – بوابة مشاهير

إسلام جمال21 سبتمبر 2022 مشاهدة
الأميركيون يتحاشون التصعيد.. والضغوطات الإيرانية تتزايد – بوابة مشاهير

تواجه الولايات المتحدة تحديات حقيقة في “ردع” إيران في الشرق الأوسط، ، ولعل الحادثة الأخيرة التي طالت قاعدة أميركية في “القرية الخضراء” شمال شرق سوريا لأكبر دليل على ذلك.

وفي هذا الإطار، كشف مصدر لـ العربية / الحدث أن “الردع فشل”، مكرراً ذلك مرتين للتأكيد على ذلك.

ومنذ وصول الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، أصر الأميركيون على عدم التصعيد ضد طهران وميليشياتها، رغم تعمّد الأخيرة ذلك.

فقد شاهد العالم ما حدث بين القوات البحرية الأميركية والإيرانيين يوم 29 و30 أغسطس الماضي عندما سعت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري السيطرة على مسيرة بحرية في الخليج العربي.

ووزّع الأميركيون حينها صور المحاولة الإيرانية وانتهت المسألة بتخلّي الايرانيين عن مسعاهم.

الايرانيون في البحر الاحمر

لكن ما حدث في يوم 1 سبتمبر يبدو أكثر خطورة، فقد عمدت البحرية الايرانية في البحر الاحمر الى السيطرة على مسيرتين بحريتين للقوات الاميركية، حيث تمكنت من رفعهما من المياه وحاولت اخفاءهما فيما كان الاميركيون يصوّرون ويراقبون ما يفعله الايرانيون.

من البحرية الإيرانية (فرانس برس)

من البحرية الإيرانية (فرانس برس)

وأشار البيان الرسمي الصادر عن الاسطول الخامس في حينه الى ان الاحتكاك بدأ الساعة 2 بعد الظهر بالتوقيت المحلي وان سفينتين حربيتين اميركيتين توجهتا الى المكان وتحادثت مع الايرانيين وقد سلّم الايرانيون المسيرتين البحريتين الساعة 8 صباحاً من اليوم التالي اي 2 سبتمبر.

18 ساعة

عملياً استمر الاحتكاك بين الطرفين 18 ساعة، وقالت مصادر العربية والحدث ان القوات الاميركية تتبعّت القوات البحرية الايرانية في مياه البحر الاحمر باتجاه الجنوب لأميال طويلة وان “المواجهة” كانت ممكنة نظراً لطول الوقت والمسافة التي عبرتها السفن الحربية، ولإصرار الاميركيين على استرجاع المسيرات البحرية.

فيما لم تكشف القيادة المركزية فيديو هذه المواجهة رغم طلب “العربية/الحدث” ذلك منهم، لكن مصادرنا أكدت أمرين مهمين، الاول هو ان الاميركيين لم يقصدوا التصعيد مع القوات الايرانية لكنهم كانوا مصرّين على استرجاع المسيرات البحرية.

الأمر الثاني هو ان الاميركيين على قناعة من ان القيادة الايرانية العليا كانت تعطي الاوامر بالاستيلاء على المسيرات في هذا الوقت.

الحرس الثوري الإيراني (أرشيفية - فرانس برس)

الحرس الثوري الإيراني (أرشيفية – فرانس برس)

كما انها نسّقت بين قوتين بحريتين منفصلتين هي “بحرية الحرس الثوري” في مياه الخليج العربي والقوات البحرية الايرانية التابعة للقوات المسلحة وكانت في مياه البحر الاحمر، وهما قوّتان منفصلتان وتتبعان لقيادتين مختلفتين في منطقتين بحريتين بعيدتين تماماً.

وقالت المصادر العسكرية الاميركية إن الحادث البحري غير مسبوق وان الايرانيين ارادوا عرض عضلاتهم.

لا ردع

في الأثناء، يصرّ الايرانيون على مشاكسة الاميركيين في سوريا ويؤكد الاميركيون انهم هناك لمنع عودة داعش لكن الايرانيين يوجّهون الميليشيات التابعة لهم لمتابعة الاستفزازات.

ما يتسبب بنوع من الحيرة لدى الاميركيين هو انهم وجّهوا ضربة قاسية لهذه الميليشيات يوم 25 اغسطس الماضي ونشر الاميركيون صور الغارات التي شنّوها وقالوا ان اربعة عناصر من هذه الميليشيات قتلوا في الغارات.

واعتبر الاميركيون ان الضربة كانت قاسية وانها كانت ردّاً على هجمات متفرقة قامت بها الميليشيات التابعة لإيران في شرق الفرات كما افترضوا ان هذه الميليشيات لن تعيد الكرّة الى حين.

ومع هجوم يوم 18 سبتمبر اي بعد ثلاثة اسابيع من القصف تكرر الهجوم وكأن الامور تعود الى نقطة الصفر بعد مرحلة قصيرة جداً، وبات الاميركيون على قناعة الآن ان محاولات ردع ايران وميليشياتها قد فشلت.

التصعيد

إلا أنه من الملاحظ ان قيادة المنطقة المركزية شدّدت من لهجتها في البيانات الصادرة عنها، في حين تريد تحاشي اي تصعيد مع الايرانيين والميليشيات التابعة لهم.

لكن الاميركيين باتوا يواجهون صعوبة في التعايش مع الاستفزازات المتكررة من قبل الايرانيين والميليشيات التابعة لهم، وربما يضطر الرئيس الاميركي ووزارة الدفاع الاميركية الى التعاطي مع هذه المشكلة بقسوة اكبر لوقف الاستفزارات وردع الايرانيين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل