ووصفت مارغو، في حديث مقتضب، وضع الدراما العربية بشكل عام، والأردنية خصوصاً بالمحزن، مؤكدة أن اعتزالها التمثيل لا يعني إطلاقاً ابتعادها عن الفن، فهي مستمرة كناقدة وأكاديمية، وتريد التفرغ للكتابة والإخراج والتدريس، وأنها تسعى من خلال هذا القرار لمنح نفسها فسحة للتأمل في كل ما هو فني، بعيداً عن عدسة الكاميرا.
وكانت مارغو قد نشرت رسالة مطولة، فصلت فيها تجربتها في الفن الممتدة لأكثر من عشرة أعوام، واصفةً رسالتها بأنها تصلح لأن تكون اعتذاراً منها لنفسها التي تعشق الفن، ولم تطارد حلماً بمثابرة كما طاردت حلمها بالتمثيل.
وأضافت، في رسالتها الموجهة لكل من أحبها وتابعها واعتز بوجودها وفنها، أن الموهبة الإنسانية أوسع من ميزة واحدة يضيفها المرء إلى لائحة اهتماماته، ويعرف نفسه من خلالها.
مشيرةً إلى أن جانباً خفياً تطور في شخصيتها بعد عشر أعوام، قدمت خلالها كماً كبيراً من الأعمال الدرامية والأفلام السينمائية والعروض المسرحية، إلى جانب تخصصها في تدريس الدراما والتمثيل بأكثر من جامعة، فتعمقت في روح الفن وتماهيه مع الموهبة الحقيقية، وكانت فلسفة السينما توسع مداركها، وتحرر أفكارها في الفن والحياة.
وعبرت الممثلة والناقدة الأردنية أنها باتت تشعر بالشفقة حيال من يزحفون خلف الضوء لسد النقص في موهبتهم، في زمن الانفعال لا زمن ابتكار.
وأضافت أنها تكتفي، اليوم، بالتعبير عن الفن بتجارب إنسانية تشعرها بالإنصاف، مبينةً أنها حققت في مسيرتها الفنية والأكاديمية ما يمكنها الارتكاز عليه في مخاطبة نفسها على الأقل، واصفة هذا العصر بعصر “الانحطاط”، الذي نُحي فيه كل أصيل، وقُزم فيه كل جميل، وأنها في هذا الزمن لم يعد بإمكانها سوى إعلان الاعتزال.