بالقرن الماضي، عاشت إسبانيا ما بين عامي 1936 و1939 على وقع أحداث الحرب الأهلية الإسبانية التي استمرت لنحو عامين و8 أشهر وأسفرت عن مقتل حوالي نصف مليون شخص. ومع نهاية هذه الحرب التي تدخلت بها العديد من القوى الأوروبية بشكل مباشر وغير مباشر، انهارت الجهورية الثانية بإسبانيا لتبدأ على إثر ذلك دكتاتورية الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذي لم يتردد في البدء بحملة انتقامية طالت خصومه السابقين. ومن ضمن الشخصيات التي طاردها فرانكو، يذكر التاريخ رئيس وزراء كاتالونيا السابق لويس كومبنيس (Lluís Companys) الذي وقع بقبضة قوات فرانكو عام 1940.
صورة فوتوغرافية للويس كومبنيس
طيلة مشواره السياسي، كان كومبنيس، المولود يوم 21 يونيو 1882 بمدينة إل تاروس بكاتالونيا، قريباً من التيارات العمّالية. وخلال الثلاثينيات، مثّل الأخير أحد أبرز قادة حزب اليسار الجمهوري لكاتالونيا الذي تأسس عام 1931. ومع وفاة رئيس حكومة كاتالونيا السابق فرانسيسك ماسيا (Francesc Macià)، استلم لويس كومبنيس زمام الأمور بكاتالونيا التي كانت قد حصلت بالسنوات القليلة السابقة على الحكم الذاتي.
من ناحية ثانية، لعب كومبنيس دوراً محورياً في إعلان قيام الجمهورية الإسبانية واتجه في الآن ذاته للحفاظ على مكاسب كاتالونيا التي حققتها عقب حصولها على الحكم الذاتي. ومع صعود الاتحاد الإسباني لليمين المستقل خلال شهر أكتوبر 1934، حاول كومبنيس إعلان استقلال كاتالونيا. وبسبب ذلك، سُجن هذا السياسي الكاتالوني ما بين عامي 1934 و1936.
صورة للجنرال فرانكو اثناء تحيته للجماهير
مع اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية، ساند كومبنيس الجمهوريين والجمهورية الثانية ضد القوميين. وعقب انتصار الجنرال فرانسيسكو فرانكو، غادر كومبنيس البلاد ليستقر بالمنفى بفرنسا.
ما بين شهري مايو ويونيو 1940، أجبِرت فرنسا، في خضم الحرب العالمية الثانية، على الاستسلام للألمان لتقع بذلك بقبضة النازيين. وبمدينة نانت (Nantes) الفرنسية، اعتقلت الغيستابو (Gestapo) الألمانية لويس كومبنيس ونقلته نحو السجن قبل أن تسلمه بحلول شهر سبتمبر 1940 للسلطات الإسبانية.
صورة للدكتاتور الإسباني فرانسيسكو فرانكو
وعلى مدار 5 أسابيع، تعرض كومبنيس للتعذيب والضرب بسجون أمن الدولة. وقد وضع بالسجن الانفرادي حيث تلقى زيارات من بعض المسؤولين الإسبان الذين عمدوا لإهانته عن طريق قذفه بالقطع النقدية والخبز.
وبمحاكمة عسكرية استمرت لأقل من ساعة، اتُهم كومبنيس بالتمرد على الدولة والخيانة ليصدر في حقه حكم بالإعدام رمياً بالرصاص.
ببرشلونة، عاصمة كاتالونيا، في حدود الساعة السادسة والنصف صباحاً يوم 15 أكتوبر 1940، اقتيد كومبنيس حافي القدمين ليقف أمام فرقة الإعدام. وقبيل تنفيذ الحكم، رفض رئيس حكومة كاتالونيا السابق أن تعصب عيناه وردد كلمات “من أجل كاتالونيا” قبل أن يطلق عليه الجنود الرصاص ويردوه قتيلاً.
