أظهرت تقارير نشرتها وسائل إعلامٍ أوروبية ارتفاع عدد طالبي اللجوء الأتراك القادمين إلى دول الاتحاد الأوروبي، فكم بلغ عددهم في العام الجاري وهل وصلوا إلى الدول الأوروبية بطريقةٍ شرعية؟ ولماذا يتركون بلدهم رغم أنه لا يشهد حرباً أو نزاعاً مسلّحاً؟
كمال أوزكيراز مدير مركز “أوراسيا للأبحاث واستطلاعات الرأي” رجّح أن يكون عدد الأتراك الذي حصلوا على اللجوء في الدول الأوروبية أكبر بكثير من الرقم الذي كشفت عنه وسيلة إعلامٍ سويسرية مؤخراً والتي بيّنت في تقريرها أن 10 آلاف و60 شخصاً ينحدرون من تركيا تقدّموا بطلبات لجوء خلال آخر ثمانية أشهر من عام 2022 الجاري في عددٍ من الدول الأوروبية بينها ألمانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا ودولٍ أخرى.
وقال أوزكيراز لـ”العربية.نت” إن “رغبة الشباب في السفر من تركيا إلى الخارج تزيد كل يوم، فالاستطلاعات التي نجريها تظهر أن 75% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عاماً يؤكدون رغبتهم بالذهاب إلى أوروبا إن أمكن”.
تعبيرية
وأضاف أن “المعلومات التي أوردتها مواقعٍ أوروبية بشأن ارتفاع عدد طالبي اللجوء الأتراك هي صحيحة تماماً، والعديد من الدول الأوروبية لم تعد تستطيع تلقي استقبال طلبات التأشيرات كما هي الحال لدى السفارة والقنصليات الألمانية في تركيا بسبب تراكم عدد كبير من تلك الطلبات والتي تتطلب وقتاً لمعالجتها”.
وتابع أن “أسباب الهجرة من تركيا وطلب اللجوء في الدول الأوروبية تعود بشكلٍ أساسي لتراجع الاقتصاد وارتفاع معدلات البطالة إلى جانب تراجع الحريات وقمع الأنشطة الشبابية كالمهرجانات، علاوة على أن الاعتقاد السائد لدى الشباب في عدم تحسّن الاقتصاد حتى ولو تغيّرت الحكومة يساهم في هجرتهم أيضاً”.
وكانت الدول الأوروبية ومنها ألمانيا على وجه الخصوص تمنح حاملي جوازات السفر التركية تأشيرات سفر بسهولة في السنوات الماضية، لكنها اليوم ترفض معظم طلبات التأشيرة التي يتقدّم بها الأتراك بعدما ارتفع عدد طالبي اللجوء لديها والذين لم يلتزموا بمدّة التأشيرات التي حصلوا عليها.
وبلغ عدد الأتراك من طالبي اللجوء في الدول الأوروبية أكثر من 30 ألفاً هذا العام بحسب تقديرات غير رسمية، لكن مصادرٍ أوروبية أخرى تشير إلى أن عددهم تجاوز 10 آلاف فقط خلال آخر ثمانية أشهر، حيث استقر معظمهم في ألمانيا التي يحتلون فيها المرتبة الرابعة من جهة تقديم الأتراك لطلبات اللجوء.
ويأتي السوريون في المرتبة الأولى ويليهم الأفغان والعراقيون ثالثاً، ومن ثم الأتراك رابعاً ويليهم طالبي اللجوء من مولدوفا وإريتريا والصومال وإيران.
ووفق مكتب الهجرة واللجوء الألماني فإن حوالي نصف الأتراك الذين يتقدمون بطلبات لجوء، يحصلون بالفعل على حق اللجوء الذي يخلوهم الحصول على بطاقة إقامة داخل الأراضي الألمانية، في حين يكتفي النصف الآخر من الذين ترفض السلطات منحهم حق اللجوء برفع دعاوى قضائية للحصول على اللجوء أو يكتفون بالبقاء بشكلٍ غير قانوني في ألمانيا.
