المحافظون وصلوا لنقطة الإرهاق بعد 12 عام بالسلطة – بوابة مشاهير

إسلام جمال20 أكتوبر 2022 مشاهدة
المحافظون وصلوا لنقطة الإرهاق بعد 12 عام بالسلطة – بوابة مشاهير

في 20 أكتوبر الجاري استقالت ليز تراس من منصبها كزعيم لحزب المحافظين البريطاني، وبالتالي ستترك رئاسة الوزراء قريباً وسيجري الحزب انتخابات لاختيار قيادة جديدة، وهي الثالثة له في غضون بضعة سنوات.

لكن قبل استقالتها بيوم، نشرت مجلة “ذا إيكونميست” تقريراً عن مستقبل المحافظين في بريطانيا أرفقته برسم لليز تراس على شكل مقاتلة رومانية تحمل شوكة تلتف عليها المكرونة ودرع على شكل بيتزا، وشبهتها بأنها تقود بريطانيا إلى النموذج الإيطالي.

الرسم الذي جسدت فيه مجلة ذا إيكونميست مشكلة بريتالي

الرسم الذي جسدت فيه مجلة ذا إيكونميست مشكلة بريتالي

وكتبت “ذا إيكونميست”: “في عام 2012، استخدمت ليز تراس وكواسي كوارتنغ، وهما اثنان من مؤلفي كتيب بعنوان “بريطانيا غير المقيدة”، إيطاليا كتحذير، مشددان على الخدمات العامة المتضخمة والنمو المنخفض والإنتاجية السيئة. لكن مشاكل إيطاليا ودول جنوب أوروبا الأخرى كانت موجودة أيضاً في بريطانيا”.

وتابعت: “لكن، وبعد عشر سنوات في محاولتهما الفاشلة لتشكيل مسار مختلف، ساعدت تراس وكوارتنغ في جعل المقارنة لا مفر منها. حيث لا تزال بريطانيا تعاني من النمو المخيب للآمال، وتعثرت أيضاً بسبب عدم الاستقرار السياسي المزمن. وتقع بريطانيا تحت سيطرة أسواق الدين.. والآن مرحبا بكم في بريتالي” وهو مزيج بين بريطانيا وإيطاليا.

وأضافت المجلة أن المقارنة بين البلدين كانت غير دقيقة. بين عامي 2009 و2019 كان معدل نمو الإنتاجية في بريطانيا ثاني أبطأ معدل في مجموعة السبع، لكن معدل نمو إيطاليا كان أسوأ بكثير. كما أن بريطانيا تمتلك اقتصاداً أكثر تنافسية بينما تنبع مشاكل إيطاليا جزئياً من كونها داخل النادي الأوروبي، بينما بريطانيا هي جزئياً من الخارج.

كما أن المقارنة بين عائدات السندات في البلدين مضللة. حيث بريطانيا لديها ديون أقل وعملتها خاصة ويعتقد السوق أن فرصة تخلفها عن السداد أقل بكثير من إيطاليا. لكن إذا لم تكن “بريتالي” حقيقة إحصائية، فإنها تقترب من هذا التشبيه، حيث اقتربت بريطانيا كثيراً من إيطاليا في السنوات الأخيرة من خلال ثلاث طرق.

أولاً، والأكثر وضوحاً، عدم الاستقرار السياسي الذي ميز إيطاليا في العالم والآن أصاب بريطانيا بالكامل. ومنذ نهاية الحكومة الائتلافية في مايو 2015، كان لبريطانيا أربعة رؤساء وزراء (ديفيد كاميرون وتيريزا ماي وبوريس جونسون وليز تراس). كما تراجعت الثقة في السياسيين البريطانيين 40% فقط حالياً.

ديفيد كاميرون

ثانياً، مثلما أصبحت إيطاليا ضحية أسواق الدين خلال أزمة منطقة اليورو، أصبحت بريطانية تسير بشكل واضح على الطريقة الإيطالية، بحسب “ذا إيكونميست”.

ثالثاً، أصبحت مشكلة النمو المنخفض في بريطانيا أكثر رسوخاً في بريطانيا. وأوضحت المجلة أن الاستقرار السياسي هو شرط مسبق للنمو، وليس من السهل الحصول عليه، مضيفةً: “تكافح الحكومات الإيطالية لإنجاز أي شيء.. وينطبق الشيء نفسه على الحكومات صغيرة المدة في بريطانيا.

وفي الوقت الحالي، وبحسب المجلة، “تتحول الأمور إلى بريتالي أكثر من أي وقت مضى”.

وتابعت: “لكن هناك سبب للشعور بمزيد من الأمل بشأن بريطانيا، حيث أصبح عدم الاستقرار السياسي الآن مرض الحزب الواحد. لقد أصبح حزب المحافظين قريباً من أنه أن يصبح خارج عن السيطرة، بسبب التآكل الناجم عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والإرهاق المطلق لمدة 12 عاماً في السلطة”.

وختمت “ذا إيكونميست” تقريرها قائلةً: “كانت تراس محقة في تحديد النمو باعتباره أكبر مشكلة تواجه بريطانيا. ومع ذلك، فإن النمو لا يعتمد على الخطط الخيالية بل يعتمد على حكومة مستقرة وسياسة مدروسة ووحدة سياسية. وفي وضعهم الحالي لا يستطيع المحافظون توفيره”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل