قرأت لك.. “تحولات الأرض” يركز على تأثير البراكين على الحياة – منوعات

قدم بيتر فرانكوبان رسالة مركزة فى كتابه The Earth Transformed: An Untold History والذى ينطلق ليحكي قصة الإنسان العاقل من وجهة نظر كيف عانينا من الكوارث البيئية الطبيعية، وهندستنا بدورها ساردا كيف نجت البشرية من التقلبات التاريخية في المناخ الأكثر شدة مما يهدده الاحترار العالمي حاليًا، بما في ذلك “الفيضانات الضخمة” التي حدثت أثناء ذوبان الجليد الأخير (يمكن القول إن ذكرى الأسلاف لها مصدر إلهام من العهد القديم والنصوص المقدسة الأخرى).

وجاء فى متن الكتاب .. “هل لديك خطة اندلاع شخصية؟” يستخدم هذا المصطلح لوصف كيف ينوى المرء التعامل فى حالة انفجار بركان، حتى إذا كنت لا تعيش بالقرب من أحدها مثل بركان كولومبو تحت الماء بالقرب من سانتورينى، والذى تم فحصه مؤخرًا للكشف عن حجرة الصهارة الممتلئة – يمكن أن يكون للانفجارات الكبيرة حقًا عواقب كوكبية، من خلال التأثيرات المناخية للرماد الذي تضخه البراكين في أَجواء كوكب الأرض.

فى الواقع على الرغم من أننا قلقون أكثر بشأن الكويكبات أو الشتاء النووى، فمن المحتمل أن البراكين كانت مسؤولة عن المزيد من التحولات المناخية المفاجئة في تاريخ جنسنا البشري أكثر من أي شيء آخر، لسوء الحظ كتب المؤرخ بيتر فرانكوبان قائلا: لم يتم إنفاق أي استثمار تقريبًا للوقت أو التخطيط أو التمويل على الآثار المحتملة للانفجارات البركانية الكبرى في عصرنا.

ربما يكون الثوران البركاني الذي طمس الكثير من الشمس لبضع سنوات في القرن السادس قد أثر على الأساطير الإسكندنافية كما أن عليك التوقف إن كنت مهتما بالتاريخ عند شكر جنكيز خان الأمطار الغزيرة بشكل غير عادي في منغوليا على نجاحه العسكري (زادت من كمية المراعي لخيوله) ، لكن جيوشه أيضًا نشرت الموت الأسود في كل مكان حلوا فيه.

ويوضح فرانكوبان أن الزراعة بدورها قد غيرت الكوكب فضلاً عن تطور التجارة العالمية في التوابل والقطن والأشخاص المستعبدين، وحتى زراعة الطماطم والبطاطس من الأمريكتين إلى أوروبا، عند تقديم شرح حول هذا المعنى الأخير لا يتردد فرانكوبان في الكتابة: “البطاطا المتواضعة غيرت العالم.”

يتعرض الكتاب لفترات تاريخية مختلفة إذ نتعلم منه على سبيل المثال أن ” الفترة حتى عام 3000 قبل الميلاد تميزت بتغير بيئي وديموغرافي كبير، “كما كانت أيضا” الفترة من 800 إلى  1200  واحدة من الفترات التى مرت بها الأرض بتغيرات مناخية عميقة”.

يذكر أن بيتر فرانكوبان مؤرخ بريطاني، ومدير مركز الدراسات البيزنطية بجامعة أكسفورد من أشهر آثاره: “طرق الحرير: تاريخ آخر للعالم” ومن مؤلفاته أيضا: “الحروب الصليبية الأولى”.