كتب الكاتب خالد دومة مجموعة من القصص القصيرة والتي جاءت بالعانوين التالية “كان نور، جوع، بقعة”.
كان نور
في بكرة الصبح الأول، كان ضباب كثيف، يحجب النور، تتحسس الأقدام، تشق طريقها، تتخبط، تغوص في الوحل، تترك أثراً عميقاً في النفس بالضيق، وبعد خطوات تألف الأقدام الوحل، تتفاداه بمهارة، وتمض الحياة.
جوع
كان يبدو على جسدها المكتظ أنه جائع، تتسكع به في الطرقات، تبحث عن الفتات، الذي يسد الرمق، كان زوجها ينزل في الصباح، باحثاً عن قوت يومه، يحمل معوله جالساً في ساحة، منتظراً المصير، وبعد عناء يأتي من يستأجر جسداً كاملاً، ببضع جنيهات، يعود منهكاً إلى البيت، يضع الجنيهات في يد زوجته النافرة، تعد وجبة الهوان، يأكلان وتتوه في الزحام، وفي ضجة الأيام، ما يعلق في الأذهان، وتسير المركب نحو الهلاك.
بقعة
منحها الجشع نقطة سوداء في الجبين، بعد سنوات انطمست معالم الوجه، لم يبقى منها سوى اللون المظلم، وعندما ماتت في الخريف، كفنوها بثياب الحقيقة، كان قصيراً، بقيت قدماها عاريتين، نثروا عليها التراب، وأغلقوا بابها بالطين وأنصرفوا، في المساء، اقتسموا أموالها، وأحتسوا في نشوة الشراب على روحها الصاعدة.
خالد دومة
المصدر : اليوم السابع