لا يزال السؤال المسكوت عنه حيال العملات الرقمية المشفرة هو أين تذهب هذه الثروات بعد وفاة صاحبها، وكيف يُمكن للورثة الوصول إلى هذه الأموال بعد وفاة صاحبها؟، فيما لا يبدو أن هذه المشكلة قد ظهرت على نطاق واسع بسبب أن العالم بأكمله لا يزال حديث عهد بهذه العملات والتقنية بأكملها.
ويفشل معظم مالكو العملات المشفرة في التفكير في مسألة ما بعد الموت، أو كيف يُمكن توريث هذه العملات وهذه الثروات إلى الباقين على قيد الحياة، وهو أمر لا يزال ليس له حل حتى الآن، إذ لا يستطيع أحد الوصول إلى هذه العملات المشفرة بعد وفاة صاحبها، مع عدم وجود أي جهة منظمة لها، كما هو الحال في البنوك التقليدية التي تُبلغ بوفاة صاحب الحساب ومن ثم تتخذ الإجراءات اللازمة لتوريث أمواله إلى الجهات الشرعية.
وأفادت الدراسات التي أجرتها شركة تحليلات التشفير (IntoTheBlock) في وقت سابق من هذا العام، أن عدد حاملي “بيتكوين” وحدها قد تجاوز الآن 40 مليوناً في جميع أنحاء العالم، فيما يبدو السؤال المشروع هو: ماذا سيحدث لهذه الحسابات المنفصلة البالغ عددها 40 مليوناً في الخمسين عاماً القادمة؟.
وفي عالم التشفير لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان شخص ما يمتلك عملة مشفرة، ولن تكتشف أبداً ما لم يخبرك صاحب العملة المشفرة، ونتيجة لذلك، قد لا يرث الورثة الشرعيون أبداً الأصول التي يحق لهم الحصول عليها، وقد يكون هذا قدراً كبيراً من الثروة المشفرة التي جمعها المتوفى على مدار حياته.
وقال تقرير نشره موقع “فوركاست” واطلعت عليه “العربية نت” إنه وخلال الفترة الماضية تم تسجيل العديد من قصص الرعب الواقعية حول أشخاص فقدوا الملايين من أموالهم في العملات المشفرة بسبب فقدان مفاتيحهم، أو نسيان كلمات المرور لمحافظ العملات المشفرة.
وبحسب التقرير ففي عام 2018 توفي جيرالد كوتن مؤسس (QuadrigaCX) دون مشاركة رموز المرور الحيوية، مما أدى إلى تجميد حوالي 250 مليون دولار من الأصول المملوكة لأشخاص آخرين في البورصة التي انهارت واختفت إلى الأبد.
ولمنع تكرار مثل هذه الحادثة يجب على مالكي العملات المشفرة التأكد من أن هناك شخصا ما لديه معرفة بثروتهم الرقمية وكيفية الوصول إليها.
وتعد حماية المفاتيح الخاصة حجر الزاوية للأمان عبر الإنترنت في عالم التشفير، وغالباً ما يؤدي ذلك إلى تردد الأشخاص في مشاركة هذه المعلومات عندما يكونون على قيد الحياة، مما يتسبب في حدوث مشكلة عند الوفاة.