يقولون إن السماء زرقاء، ومياه البحر كذلك، وفى الربيع تنشق الأرض عن ألوان الطيف فتشتعل الطبيعة بالأحمر والأصفر والأخضر، لا أدرى إن كانوا يبالغون أم أننى أنا التى لم أعد أرى من الألوان إلا الأسود فقط، بعد أن خيّم على حياتى وحرمنى متعة رؤية الدنيا بالألوان الطبيعية.
غير أننى لم أكن كذلك، تفتحت عيناى على مهرجان صاخب تتصارع فيه الألوان على مدار الفصول الأربعة، ما بين سنابل القمح الخضراء ولوزات القطن التى تتفتح كاشفة عن بياضها الأخاذ، وحبات الطماطم والبرتقال والرمان والفراولة، وغيرها من كل صنوف الثمار التى خلقها الله، والتى كانت تنبت فى حقلنا الصغير، أزوره فى الظهيرة حاملة طعام الغداء لأبى، المزارع البسيط، وأجلس معه أسليه لحين الانتهاء منه، ثم أحمل ما تبقى وأعود للمنزل أساعد أمى فى أعمال المنزل كما ينبغى لبنت وحيدة «على 5 صبيان».
نشأت فى ذلك المنزل المتواضع، بإحدى قرى محافظات الدلتا، فكبرت على ما تجود به أرضنا الطيبة من خيرات، لم يهتم أبواى بتعليمى، فالتعليم للصبيان فقط، أما البنات التى أنا منهن، فعليهن أن يتعلمن «شغل البيت»، وبعضاً من «شغل الغيط»، ثم يجلسن لينتظرن ابن الحلال الذى عادة ما يكون قريباً أو جاراً، يعمل فى الزراعة وأنشطتها، فيحمل إحداهن من بيت أهلها، لبيت أهله، حيث يسكنان هناك حجرة أو «قاعة» كما تعوّد الناس أن يطلقوا عليها هنا.
وكعادة الريفيين كانت القاهرة بالنسبة لنا هى «مصر»، أم الدنيا، من لم يزرها فاته نصف عمره، كانت الأحلام تلعب برأسى كلما جاء ذكر العاصمة أمامى، أتخيلها نظيفة وصاخبة ومزدحمة، ولا يخطر فى بالى أن أزورها يوماً وأمشى فى طرقاتها، فضلاً عن أن أسكن فيها وأعيش ما تبقى من عمرى. أين أنا من «مصر»، وأين هى منى؟ صحيح أن لنا بعض الأقارب يعيشون هناك كما اعتدت أن أسمع من أبى وأمى، لكنهم لا يزورون قريتنا إلا لماماً، فلا نعرفهم ولا يعرفوننا، بعد أن تحولوا إلى قاهريين، فى هيئاتهم وملابسهم ولهجتهم المتمدنة.
لكن رغبة عمى الكبير فى وصل ما انقطع بين فرعىْ العائلة قادنى إلى حظى التعس، حين انتهز فرصة زواج ابنته فارتحل إلى القاهرة ليعزم الفرع المتمدن، وعاد بعد ذلك للقرية منتفخ الأوداج يحدّث كل من يلقاه عن أقاربه «اللى جايين من مصر»، والذين سينزلون البلد مخصوص ليحضروا حفل الزفاف، وكنت أكثر الموجودين شغفاً بالأخبار الجديدة، ورُحت أترقب اليوم الذى أرى فيه أقاربنا، وحين جاء اليوم ارتديت أفخم ما لدىَّ من ملابس، ورُحت أتلصص لأرى الغرباء، الذين وصلوا بالفعل ليحضروا الحفل، وفى الزحام التقت عينى بأحدهم فأيقنت أن هناك شيئاً ما حدث.
بعد أيام قليلة عاد أبى للمنزل مستبشراً يقص على أمى كيف أن قريبنا المقيم فى «مصر» الذى رآنى فى الفرح يرغب فى أن يتقدم ليتزوجنى، كذّبت أذنيّ، كيف لهذا الشاب المهندم، ابن المدينة، أن يفكر فى الزواج بى، وأنا لا شهادة ولا مكانة اجتماعية، وهو على ما عرفت لاحقاً يمارس إحدى الحرف الحرة، ويكسب منها جيداً، ويرتدى القميص والبنطلون ونظارات الشمس، ويتحدث بلهجة محببة للنفس ليس فيها ذلك الالتواء الذى يجرى على لسان الجميع فى القرية.
لكن المعجزة تحققت، سار مشروع الزواج فى طريقه بلا أى معوقات تذكر، تعهد القريب أن يوفر لى شقة فى أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة، ويؤثثها بالكامل، ولم يثقل على أبى بأى طلبات، فاستحسنه الجميع، وتنبأوا لى بعيشة هنية فى كنفه، وراح خيالى ينسج لى شكل الحياة فى القاهرة، بعيداً عن العمل المضنى فى الحقول، أو فى منازل الطين، والجرى وراء الجاموسة طوال النهار، والخبيز والطبخ والغسيل فى الطشت الذى يهرى اليدين.
انتقلت إلى منزل الزوجية، ولم تمر سوى بضعة أيام حتى بدأت أتعرف على طباع زوجى الشرسة، هو عصبى شديد العصبية، يثور لأتفه الأسباب، يبدأ الحفل بارتكابى فعلاً عفوياً يراه هو جريمة، كأن أنسى بعض الأطباق فى حوض الغسيل، فيفتتح الليلة بسباب فاحش يصك سمعى، وحين أعترض، يمد يده «فليطشنى» قلماً، فإذا دافعت عن نفسى لا يجد حرجاً فى أن يواصل معزوفة العنف فيسحلنى من شعرى على أرضية الشقة، فى البداية أغلقت فمى فلم يرتفع لى صوت أثناء «أول علقة»، وتخيلت أن هذا هو ما يحدث بين الأزواج فى «مصر»، وأن هذا ربما يكون «سِلْو بلدهم»، لكنى حين جلست مع إحدى جاراتى التى سألتنى عن سبب «الكركبة» المنبعثة من شقتنا فى الليلة الماضية، وحكيت لها عن «كونشرتو المعركة»، استبشعت ما حدث، وقالت لى إن الرجل الذى يمد يده على زوجته ليس برجل، وإننى لا ينبغى أن أسكت على ضربه لى، عدت إلى شقتى وأنا عازمة أن أوقفه عند حده فى المرة القادمة.
حين جاءت المرة القادمة لم أكتفِ فقط بأن أدفع زوجى عنى بعيداً فور تهجمه علىَّ، لكنى أطلقت صوتى عالياً ليتجمع الجيران على صياحى، فأطلب من إحدى الجارات أن تتصل بأهلى فى «البلد»، لتبلغهم ما يحدث، ولم يأتِ أهلى وحدهم، وإنما اصطحبوا معهم أهله هو أيضاً، الذين حاولوا تهدئة الوضع فى ظل ثورة أهلى، وبدا من رد فعلهم أنهم يعرفون طباع ابنهم جيداً، فلم يحاولوا مواجهته بعيوبه، أما أهلى الذين تفاجأوا بكل ما يحدث فقد اشتبك بعضهم مع زوجى الذى لم يجد حرجاً فى أن يطرد الجميع، أهلى وأهله، من المنزل، كاشفاً عن ملامح أكثر غلظة، لم أتخيل وجودها من الأساس، وبعد المحايلة والتراضى، هدأ الوضع إلى حين، وانصرف الجميع بعد أن سكبوا قليلاً من الماء على النار مؤقتاً، دون أن يدروا أن النار لا تزال تعبث تحت الرماد، وأنها ما انطفأت إلا لتشتعل مرة أخرى.
زادت المعارك بينى وبين زوجى على أهون الأشياء، يضربنى، فأطلق صوتى، فيتجمع الجيران يلومونه، فيسبهم، ليسبّوه، ثم يضربونه، ويصبح بيتى ساحة للمعارك التى لا تنتهى، غير أننى فى وسط كل تلك الفوضى لم يخطر على بالى ولا لحظة واحدة أن أنهى حياتى الزوجية معه، خاصة بعد أن حملت فى أول طفل وأنجبته بالفعل، وظننت فى البداية أن طفلنا سيهدئ من شراسة زوجى، لكنها زادت، بعد أن بدأ ينقل نشاطه إلى الطفل الذى راح يكبر يوماً بعد يوم، ومع الطفل الثانى فالثالث اتسع نطاق المعارك الدائرة، وتطور الأمر إلى العقوبات التى باتت تتذيل المعارك، فيمنع عنا مصروف المنزل عقب كل خناقة، ثم يمد يده إلى دواليب ملابسنا فيأخذ ما سبق أن اشتراه لنا، ثم صار يطردنا خارج المنزل ويغلق علينا الباب فيشفق علينا الجيران ويستضيفوننا فى منازلهم ريثما تهدأ ثائرته ويرضى أن يدخلنا مرة أخرى للشقة.
قلت إننى لم أفكر فى طلب الطلاق منه ولا مرة، رغم أنها كانت النصيحة المحببة لقلب كل ما يسمع حكايتى، أو يقوده حظه العثر لحضور إحدى الخناقات، ليس فقط لأن والديّ كانا قد رحلا عن الحياة، وخلفانى وحدى، ولكنى لم أتخيل أن أعود مرة أخرى للقرية التى جئت منها، والتى عزمت على تركها بغير رجعة، فأسكن منزل أحد أشقائى، مع أولادى، وفى يقينى أن «ما حدش بيستحمل حد»، وأن أشقائى لو احتملونى يوماً فلن يحتملونى اليوم الآخر لا هم ولا زوجاتهم، ولم يكن أمامى سوى أن أرضى بنصيبى وقسمتى، وأعيش ما شاء الله لى مع ذلك الزوج الشرس.
كان من الممكن أن يمضى سيناريو حياتى على ذلك المنوال، بعد مرور سنين طويلة بحفلات الضرب اليومية، فى ظل النكد المتصاعد فى منزلنا، والذى أحال أبنائى إلى كائنات عدوانية، يعتدون على بعضهم بالضرب، ولا مانع أن يمدوا علىّ أيديهم، الصغير قبل الكبير، أقول إن الحياة كان من الممكن أن تمضى على هذا النسق، بعد أن ألفتها وألفتنى، ولقنت نفسى الصبر، لولا الفاجعة المريرة التى كانت تنتظرنى، والتى هانت إلى جوارها كل المصائب السابقة، فقد راح ابنى الأوسط فى حادث سيارة صدمته أثناء عبوره الطريق، فأدركت أننى لم أخسر شيئاً قبل ذلك، وأن خسارتى لذلك الابن هى أسوأ ما مر علىّ فى حياتى كلها.
أكلنى الحزن على ابنى، إذ ليس هناك أصعب من أن تفقد ابنك وتوسّده التراب بيدك، بعد أن كان كل أملك فى الحياة، وفى غمرة الحزن أرسلت بصرى إلى زوجى فوجدته هو الآخر حزيناً، كما ينبغى لأب فقد ابنه، ظننت أن حادث فقدان الابن قد يعيد صواب الأب إليه مرة أخرى، فيتعظ مما حدث، ويعدل عن سيرته السابقة، ويعيد تقييم كل ما جرى لينقذ ما يمكن إنقاذه من أبنائنا المتبقين، لكنه كان السكون الذى يسبق العاصفة، فقد عاد زوجى مرة أخرى لعنفه معنا، وربما زاده رحيل الابن شراسة عما كان قبل ذلك فتواصل العذاب دون انقطاع.
مع انتهاء ابنى الكبير من دراسته المتوسطة، بدأ التململ يظهر فى سلوكه، هو لا يطيق الحياة بهذا الشكل ومعه كل الحق، كما لا يطيق والده ويعلن عن ذلك فى جرأة تستعدى عليه أباه، فيشتبكان سوياً بالأيدى ليتدخل الجيران فى محاولة لرتق ما تفتق من عرى الروابط الأسرية، لكن المعارك التى تواصلت وتطورت للدرجة التى أنذرت بارتكاب الابن لجريمة جنائية فى حق والده يعاقبه عليها القانون، بعد أن رفع على أبيه سكينة المطبخ، دفعتنى لأن أطلب من شقيق زوجى التدخل لإقناع الولد بأن يرحل من المنزل إلى أى مكان آخر يجد فيه راحته، ولم يكذّب الابن الخبر، فقد ارتحل فعلاً صافقاً الباب خلفه، ومعلناً عدم عودته مرة أخرى حتى ولو «شَحَت من كل بيت لقمة»، كما قال بالنص.
برحيل الابن الكبير، خلت حياتى من أحد أهم الأشياء التى كانت تصبّرنى على ما ابتلانى به ربى، من الحياة مع ذلك الزوج، ولم يعد لى غير الابن الأصغر، الذى صببت كل اهتمامى عليه، ومن حين لآخر كانت تصلنى رسائل ابنى الأكبر الذى التحق بعمل فى محافظة أخرى بعيدة، وصار يرسل لى جانباً من راتبه الشهرى من خلف والده، مفصحاً لى عن رغبته فى أن ينتشلنى وشقيقه الأصغر من عذاب الحياة مع الأب، بعد أن تتحسن ظروفه المالية، ويستطيع أن يستأجر شقة كبيرة تضمنا جميعاً، ويصبح فى إمكانه الإنفاق علينا دون الحاجة لأبيه، لكن عدم استقرار ابنى فى عمل وتنقله المستمر بين المهن باعد بينه وبين تحقيق ما سبق أن وعد به.
لا أنكر أن الحلم داعب خيالى، رغم صعوبة تحقيقه، خاصة بعد أن تقدمت فى العمر، ولم أعد «حِمل البهدلة» كل يوم، إن لم يكن من أجل إنقاذ نفسى، فمن أجل الصغير الذى تحمّل وحده نصيب أخويه من عنف الأب وشراسته، تحرّضنى جاراتى على الرحيل من المنزل تاركة زوجى يخبط رأسه فى «أتخن حيط»، تقول لى إحداهن: «أنا مش عارفة إيه اللى مصبّرك على العيشة دى، أنا لو مكانك ما أعيش معاه ولا يوم واحد»، أعود إلى نفسى وأسألها: «ما الذى يصبرنى على تلك الحياة؟»، لا أجد إجابة أفضل من أننى أنتظر ذلك اليوم الذى يختار فيه الله زوجى إلى جواره فيختفى من الوجود، وتنقشع الغمة برحيله لأعود فأرى الدنيا بالألوان الطبيعية، لكن حتى ذلك الافتراض غير مضمون، إذ ربما أسبقه أنا إلى العالم الآخر، ويظل هو يتفنن فى تعذيب الولد الصغير، الذى ما قلقت على أحد فى حياتى قدر ما قلقت عليه.
لا أدرى لماذا أقص حكايتى التى دارت فصولها على مدى يتجاوز الثلاثين عاماً، أدرك أن زمن المعجزات ولّى، ولن يتنزل ملك من السماء ليعيد تشكيل زوجى من أول وجديد، ولن يعود الابن الضال مرة أخرى إلى المنزل، كما لن يعود ذلك الذى رحل عن دنيانا.. تاركاً لى الحسرة والمرار واللون الأسود الذى لا يفارقنى على الدوام.
ع.م
القاهرة
بالتأكيد يصلنا صوتك حين تتكلم أو تشكو أو تعترض.. ربما تحتاج أن تأخذ القرار.. أن تتكلم بالفعل.. تبوح وتفضفض، وتفتح قلبك لتزيح عنه ما يجثم عليه فيتعبك، ويحرمك من الاستمتاع باللحظات الحلوة.. ضع حملك الذى أنقض ظهرك.. ً فى الفضاء الواسع.. دورنا هو أن نأخذ بيدك لتتجاوز المطبات، وتعبر بر الأمان، واترك لروحك العنان حتى تحلق خفيفةً أن ّر دائماوحتى لو تعثرت وسقطت، فواجبنا أن نساعدك على النهوض نافضين عن ثوبك كل ما علق به من الأتربة.. وتذكالعمر قصير، والسنوات كالثيران الهائجة.. تنطلق بلا توقف، فعشها كما ينبغى، وكما تريد أنت، لا كما يريد لك الآخرون.
——————————————————————–
الرد
حكايتك يا سيدتى صادمة للغاية، لا تنبع غرابتها من أحداثها المؤسفة فقط، وإنما تنبع من قدرتك على احتمالها بكل قسوتها وحدّتها، فأظن أن زوجك ما كان ليسلك ذلك المسلك معك لو تصديت له من أول مرة مد فيها يده عليك، فتركت له المنزل، أو وقف له أحد الأقارب وقفة ترده عن سلوكه المشين معك ومع الأبناء، وحتى وإن لم يكن ذلك الإجراء قد رده فى حينه إلى الصواب، فكان يمكنك أن تتركيه بعد ذلك فتنقذى نفسك قبل أبنائك من تلك الحياة الصعبة، والتى تزيد صعوبتها يوماً بعد يوم. إن زوجك يا سيدتى هو نموذج لكل شخص لا يراعى الله فى بيته وأسرته، فيسقط عليهم عقداً نفسية يبدو أنها صاحبته من وقت طويل، وهو لم يتعظ بالمصيبة الكبرى التى تعرض لها من قبل، فلم يرده موت ابنه عن شراسته، بل زاده منها كما تقولين، وإننى أستغرب كيف أنك متأكدة أن حاله لن ينصلح بأى طريقة، وتصرين -رغم ذلك- على مواصلة الحياة معه وكل أملك فى الحياة أن ينفذ فيه سهم الله فيريحك منه ومن الحياة معه.
فى الأسبوع الماضى وقفت متحيرة من رسالة الزوجة التى كانت تشكو إدمان زوجها، وتسأل هل تواصل حياتها معه أم تتركه يواجه مصيره، فلم أعرف كيف أرد عليها، تاركة للقراء أن يقترحوا عليها ما شاءوا من حلول، لكننى اليوم بعد أن قرأت قصتك أستطيع أن أقولها لك بكل صراحة ووضوح: «زوجك يا سيدتى لا يراعى العِشرة ولا يحفظ لها حقوقاً، كما لا يحفظ لك أنت الأخرى أى حقوق، ولذلك فإن أبسط شىء تفعلينه هو أن تنهى تلك العلاقة المدمرة لك ولأبنائك وتخرجى من المنزل غير آسفة لا على زوجك ولا على حياتك معه».
تقولين إن كل الألوان الطبيعية اختفت من حياتك ولم يعد لك غير اللون الأسود، واسمحى لى يا سيدتى، أنت من فرضت ذلك اللون على حياتك، تستطيعين مرة أخرى أن تستعيدى بريق الألوان ومهرجانها الصاخب بالعودة مرة أخرى للقرية التى تنفرين منها، والتى عشت فيها وخبرت كيف تكون الحياة التى وإن كانت قاسية، لكنها بالتأكيد سوف تكون أقل قسوة مما تواجهينه حالياً مع ذلك الزوج الذى لا أجد وصفاً يليق به.